تشهد مختلف مناطق ولاية خنشلة ظاهرة طبيعية لم يسبق لها مثيل من خلال ما تعكسه معالم الجفاف الذي أطاح بها خلال الموسم الفلاحي لهذه السنة، وبعد أن قل عطاء السماء وجف الصرع وارتسم القحط الذي أفضى غطاء لتلك المناطق التي هي مصدر رزق للإنسان والحيوان لاسيما وأن إقليم الولاية يتميز بطابعه الفلاحي والرعوي إلى زمن قريب جراري محمد إذ تأتي هذه السنة لتخيب آمال أولئك من يعتمدون على الأرض كمصدر للعيش ولمآرب أخرى في حياتهم اليومية، كما كان للموسم الفلاحي وضع آخر من حيث ما آل إليه من تدهور في المحاصيل الزراعية التي لم تبلغ إلى درجة نضجها على مساحة آلاف الهكتارات من القمح والشعير، لاسيما بسهل الرميلة وسهل عين الطويلة وأرياف البلديات الأخرى التي ظلت تعاني أزمة الجفاف طوال السنة، مما أدى بالفلاحين إلى كرائها وتسخيرها للمواشي لاسيما منها الأغنام في وقت تسجل الولاية نقصا فادحا في الأعلاف مما أجبر الموالين إلى الاستعانة بالشعير في تمويل القطعان حين بلغ سعر القنطار الواحد منه 3100 دينار ، كما لم يتوفر بالقدر الكافي بالنظر إلى حاجيات مناطق أخرى بالولايات المجاورة التي لم تسلم هي الأخرى من أزمة الجفاف، ذلك مما أثر سلبا على مردود الماشية خاصة منها الأغنام حيث وحسب بعض الموالين فإن الرأس الواحد من الأغنام قد يكلف خلال هذا الموسم مالا يقل عن 3000 دينار كتكلفة علفه وبالمقابل قد لا يتجاوز ثمنه في الأسواق 7000 دينار إذ بات التذبذب جليا في أوساط الفلاحين من جهته والموالين من جهة أخرى رغم أن الأرياف باتت شبه خالية بعد أن نزح منها أصحاب المواشي صوب المناطق الثلية الأخرى بحثا عن الكلأ الذي لم يعد كافيا خلال هذا الظرف وفي غياب تدعيمهم بالأعلاف من طرف الجهات المختصة، وبشأن هذا الوضع فإن من تحدث "صوت الأحرار" إليهم من الموالين يناشدون المسؤولين التدخل لإنقاذ مواشيهم من الضياع كما يطالبون بالحلول العاجلة بتوفير الأعلاف من أجل الحفاظ على الثورة الحيوانية بالولاية، وللإشارة فإن كميات الشعير المسخرة للأعلاف هي ترد من الولايات المجاورة وتم تجميعها في مخازن الموالين الذي توفر لديهم الظرف المناسب في صرفها بأسعار أشبه بالخيال.