صرّح أمس، وزير المجاهدين، محمّد الشريف عبّاس، أنّ المحادثات بين الجزائر وفرنسا لا تزال قائمة بشأن استرجاع الأرشيف الخاص بالثورة، معتبرا أن ذلك يتّم على مراحل لجني ثمار جهود بعثات جزائرية بغرض استلام أحد أهّم أوجه ذاكرة الجزائريين. وأضاف وزير المجاهدين في هذا الشأن بأنّ ملفات حوالي 30 ألف مجاهد ستحال على اللّجنة الطبية المتخصّصة في عملية تصنيف إعاقات مجاهدي ثورة التحرير، وذلك بغرض تحديد حجم الأضرار لكلّ مجاهد وتقييم الوضع الصحيّ له ونسبة الإعاقة، للحصول على التعويضات وفقا لقانون التصنيف الجديد، وأضاف وزير المجاهدين، على هامش انعقاد الندوة الوطنية لقادة الولاية الخامسة التاريخية، أنّه يتّم حاليا تدوين شهادات وتسجيل أشرطة في إطار التأريخ للثورة الجزائرية، إذ سيتّم تسجيل نحو 1700 شريط من قبل مختصيّن في ميدان البحث والدراسة التاريخية، مردفا أنّه تمّ طبع 26 بحثا تاريخيا من قبل المركز الوطني لدراسات البحوث. ومن جهة أخرى اعتبر وزير المجاهدين العمليات الإرهابية الأخيرة بيسر والبويرة التي راح ضحيتها أزيد من 50 مواطنا، عمليات إجرامية مدبرة ومخططة لضرب الاستقرار في البلاد، وأوضح الوزير في كلمته الافتتاحية للندوة الوطنية حول قادة الولاية الخامسة التاريخية التي نظمتها الجمعية الوطنية لكبار معطوبي حرب التحرير، أن مواصلة إحياء مكاسب الاستقلال ونضالات وبطولات الثورة المجيدة تعد من أفضل الوسائل التي ترد بها الجزائر على مثل هذه المحاولات اليائسة التي يقودها أعداء البلاد في الداخل و الخارج. و من جهته أكد الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين سعيد عبادو بعد أن نوه بمثل هذه المبادرات التي تسعى من خلالها رموز الثورة إلى تعزيز الفكر الوطني والتواصل بين الأجيال، أن "هذه اللقاءات ستجعلنا ننتصر على التخلف و المؤامرات والمناورات الدنيئة التي يريد من خلالها المجرمون ضرب استقرار الجزائر بعدما أحسوا أن البلاد ماضية في أكبر نهضة تنموية تشهدها منذ الاستقلال"، وصرح عبادو أن هؤلاء المجرمين يعتقدون أن "هذه العمليات الإرهابية الجبانة التي تزامنت مع يوم تاريخي مجيد والاحتفالات الرسمية باليوم الوطني للمجاهد يمكنها التشويش والإضرار بمصالح ا لبلاد". للإشارة فإنّ وزير المجاهدين محمد الشريف عبّاس، أشرف على تكريم بعض شهداء الثورة والمجاهدين بمقّر المركز الجهوي لصناعة الأطراف الصناعية بوهران، في حضور الأمين العام لمنظمة المجاهدين والجمعية الوطنيّة لكبار معطوبي حرب التحرير، حيث تمّ تقديم شهادات عرفان وتقدير لكلّ من عائلة الشهيد العربي بن مهيدي وعبد الحفيظ بوصوف وكذا قادة الولاية الخامسة التاريخية أمثال الراحل هواري بومدين، العقيد لطفي والعقيد عباس وغيرهم.