أنا فتاة أبلغ من العمر 23 عاماً ، طوال حياتي وأنا ملتزمة إلى حد كبير فى تصرفاتي و ملابسي ، لم يطرق الحب بابي إلا منذ وفاة والدي لأن من أحب هو ابن صديق لأبى رحمه الله ، ورغم أنني لم أره أو أتعرف عليه إلا وأبى يرقد في المستشفى بين يدي الله ، فقد أعجبت به فهو شهم إلى أبعد مدى وأظهر أنه رجل في كل مواقفه معي ، المشكلة الحقيقة أنه لا يعمل ويعتمد علي والده في كل شيء رغم أن عمره 27 عاماً ، أمي تعرف أنه يحبني وإخوتي أيضاً ، فهو صديق لهم ، وهم يعلمون أنى أتحدث معه في التليفون فقط ، ورغم كل ذلك فأنا أحاول أن أشغل نفسي بعمل حيث أنني جامعية، ومن ثم حصلت علي عمل محترم فى إحدى الشركات الكبيرة ، وأنا أحب عملي جداًً حيث أنه يحقق لي العديد من الإشباع والاكتفاء والطموح ، كما أن كل المحيطين بي في العمل يحبونني بشكل كبير والعديد منهم يتمني الارتباط بي كل ذلك ومن أحبه يجلس عاطلاً عن العمل ، وعندما أخبره بذلك يثور في وجهي دون أن يفعل شيئاً ، أحاول أن أضيع الوقت بين العمل والجيم وأصحابي حتى لا أتعلق به أكثر من ذلك، ولكنني أرجع إلي البيت لأجده يتصل بى ليعرف ما فعلت فى يومي لا أعلم هل أبعد عنه تماماً ؟ أو أنتظر قليلاً حتى يحصل على الفرصة المناسبة أم أحصل أنا على فرصتي لو تقدم لي أحد لخطبتي ، فالمحيطين بي كثير علما بأنني أحب التحدث إليه لأنه كثيراً ما يفهم ما أعنيه وأقوله أو أرمى إليه في حديثي معه أرجو الإفادة لمن لا تعرف الحب صديقتي أهلاً بك ، فهمت من رسالتك أنك إنسانة واقعية وعملية إلي حد كبير تحسنين التصرف وتحددين أهدافك بدقة ، وهذا شئ جميل لأنك لم تضيعي وقتك ، بعد التخرج حصلت علي عمل محترم ، ورغم ذلك فأنت تتعلقين بإنسان كسول عاطل ، أو بمعني أصح هو من يتعلق بك ويحرص علي الاتصال بك دوماً ليؤكد لك وجوده ، كل ذلك دون أن يحاول البحث عن عمل أو السعي علي الرزق ، وأمره غريب فكيف لمن في مثل عمره أن يعيش هكذا متواكلاً معتمداً علي والده ، والأغرب من موقفه موقف والدتك وإخوتك إذ كيف أنهم يعرفون عنه كل ذلك ومع ذلك يتركونك تتحدثين إليه كل يوم ، كل ذلك دون أن يسألك أحدهم وماذا بعد ؟ وهو ألم يفكر في كيفية التقدم لوالدتك وإخوتك لطلب يدك وهو عاطل عن العمل ؟ ، وأنا أري أن تختاري ممن يتقدم لك من ترينه مناسباً لك وعلي خلق ودين ، ودعك من هذا الشخص فمن المؤكد أن مازال أمامه الكثير ليحقق طموحه هذا إذا كان لديه طموح أصلاً ، فمن عنده طموح صديقتي لا ينتظر حتي تأتيه الفرصة المناسبة بل هو من يبحث عن الفرص ويقتنصها في زمن لا ينتظر الخامل والكسول والمتواكل علي الوالد، ومن جهة أخري فمن الواضح أنكما مختلفان إلي حد كبير وأنك لا تحبينه ، بل إنك تتوهمين أنك تحبينه لأنه أول شخص في حياتك ، وأنت تعلمين أنك لا تحبينه ، فأنت واضحة تماماً مع نفسك وتفاضلين بينه وبين الآخرين ، لكنك لا تستطيعين مواجهة نفسك بالحقيقة متوهمة أنك تحبينه ، صديقتي فكري في حياتك جيداً وكوني صريحة مع نفسك حددي ماذا تريدين ؟ هل تريدي هذا الشخص بكل عيوبه ومستعدة لتحمل عواقب ارتباطك به أم ترين أم أنه من الأفضل لك أن تتركيه وتختاري رجلاً آخر يقدرك ويقدر قيمة العمل ؟ فكري وستجدي المسألة ليست صعبة .