الإضراب سلوك يلجأ إليه العمال احتجاجا على سوء الظروف التي يشتغلون فيها أو المطالبة بحقوق يكون صاحب العمل قد هضمهم إياها، فيمتنعون عن العمل، أو يضاعفون عملهم أكثر من اللزوم مع الإشارة إلى أنهم في إضراب كما يفعل اليابانيون. ولا يتم اللجوء إلى هذا النوع من الاحتجاج إلا بعد استنفاذ كل سبل الحوار والوصول إلى الباب المسدود. فالإضراب الذي يشنه العمال منذ أمس لا يبدو أنه يستوفي شروط الإضراب المهني. فلماذا يحتج العمال وقد رفعت لهم الحكومة أجورهم، متحدية نصائح صندوق النقد الدولي؟ حقيقة أن الزيادة لم تكن شيئا كبيرا، وحقيقة أيضا أن العمال في الجزائر قلما يشتغلون وهذه حقيقة يجب الاعتراف بها. يحتجون على بلخادم وقد كان أرحم عليهم بكثير من أويحيى الذي حرمهم من هذه الزيادة وكان مصرا على حرمانهم منها، وفاء لشروط "الآفامي"، بل إنه احتج على ذلك وانتقده وهو خارج الحكومة. الإضراب تشتم منه رائحة سياسية استغلت خيبة العمال في الزيادة التي لطالما ترقبوها واعتقدوا أنها ستغنيهم المطالبة مرة أخرى. فالإضراب جاء بعد سلسلة من الإضرابات القطاعية التي لم يجن منها العمال أي نتيجة، ولا شيء يدفع إلى الاعتقاد بأنه سيحقق ما لم يحققه سابقوه من مطالب مهنية، وهذا ما يدفع إلى الاعتقاد بأنه سيستغل لأغراض سياسية لا علاقة للمضربين بها لا من بعيد ولا من قريب مهما كانت حقيقة وطبيعة هذه الأغراض. [email protected]