حل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس على رأس وفد أوروبي كبير إلى موسكو، لإجراء محادثات، بهدف تسريع تطبيق اتفاق السلام الخاص بالنزاع الروسي الجورجي، وهي مهمة يصفها المراقبون بأنها غير سهلة. وسيناقش ساركوزي –بصفته رئيسا للاتحاد الأوروبي- مع المسؤولين الروس وبتكليف من رؤساء الدول والحكومات الأوروبية انسحاب القوات الروسية الباقية في جورجيا. كما يحاول إقناع موسكو بقبول بعثة مدنية لمراقبين مستقلين تعمل بجانب بعثة الأممالمتحدة في أبخازيا والبعثة التي تعتزم منظمة الأمن والتعاون الأوروبي نشرها حول أوسيتيا الجنوبية. وسيتوجه ساركوزي بعد مباحثاته في روسيا إلى جورجيا ليطلع الرئيس ميخائيل ساكاشفيلي على المفاوضات. ويطالب الغرب روسيا بتطبيق الاتفاق المكون من ست نقاط بما في ذلك سحب قواتها إلى المواقع التي كانت تنتشر فيها قبل الحرب القصيرة مع جورجيا. غير أن روسيا تؤكد أنها التزمت بالبنود التي نص عليها اتفاق وقف إطلاق النار، بما في ذلك إقامة منطقة آمنة في الأراضي الجورجية. وفي سياق الدعم الأوروبي لجورجيا كان من المقرر أن تصل إلى تبليسي أمس بعثة تابعة لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مكلفة بتقييم الأضرار العسكرية التي أحدثها التدخل الروسي في جورجيا مطلع أوت الماضي. وسيبحث الوفد مع الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي المساعدة التي يمكن أن يقدمها الحلف ولا سيما لإعادة إعمار البنى التحتية الجورجية. وبالتزامن مع هذه التحركات أعلنت البحرية الفنزويلية أنها ستجري مناورات عسكرية مشتركة مع نظيرتها الروسية في الفترة من العاشر إلى الرابع عشر من نوفمبر المقبل في مياه فنزويلا الإقليمية. وأفاد المصدر ذاته بأن روسيا ستشارك في هذه المناورات الأولى من نوعها بأربع سفن عسكرية على متنها نحو ألف ضابط. وعلى صعيد آخر،بدأت في لاهاي صباح أمس جلسة محكمة العدل الدولية المخصصة لطلب جورجيا إلزام روسيا بوقف "التطهير الإثني" في منطقتي أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا، والسماح للجورجيين النازحين بالعودة إلى هذين الإقليمين الانفصاليين. ومن المقرر أن تستمع المحكمة لمدة ثلاثة أيام إلى حجج كل من تبليسي وموسكو بشأن الإجراءات (العاجلة) التي تطالب بها جورجيا. الوكالات / رويتر