وقع الرئيس الجورجي ميخائيل شكاشفيلي امس على وثيقة سلام مع روسيا تضمنت عدة نقاط لوقف المواجهات العسكرية بين قوات البلدين في أوسيتيا الجنوبية. وتم التوقيع على هذه الوثيقة بالعاصمة تبيليسي بحضور وزير الخارجية الفرنسي برنارد كوشنير الذي تضمن بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي ووزير الخارجية الفنلندي الكسندر ستوب ممثلا لمنظمة والأمن والتعاون في أوروبا اللذان سينتقلان لاحقا على العاصمة الروسية لتسليم مضمون نفس الوثيقة الى الرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف لتوقيعها. وحل الوزير الفرنسي أمس بالعاصمة الروسية ساعات بعد لقاء جمعه بالرئيس الجورجي في انتظار وصول الرئيس نيكولا ساركوزي اليوم الثلاثاء إلى موسكو قبل توجهه إلى العاصمة الجورجية لعقد لقاء مع الرئيس شكاشفيلي. ولم تبد السلطات الروسية إلى حد الآن أي رد فعل من التحرك الدبلوماسي الأوروبي ووثيقة الصلح بين موسكو وتبيليسي. ولكن سيرغي باغابش رئيس جمهورية ابخازيا الجمهورية الانفصالية الاخرى عن جورجيا والموالية حكومته لروسيا سبق وصول الرئيس الفرنسي الى موسكو وقال أن كل مفاوضات مع مع الحكومة الجورجية الحالية تبقى مستحيلة بعد أن وصف أعضاءها بالمجرمين". ووسط هذا الجو المشحون ينتظر أنيغادر الرئيس الفرنسي موسكو باتجاه تبليسي للقاء نظيره الجورجي في محاولة لتهدئة الاوضاع وإسكات صوت المدافع والجلوس إلى طاولة المفاوضات. وكانت السلطات الفرنسية قبل شروعها في هذه المساعي وجهت تصريحات ساخنة وشديدة اللهجة باتجاه روسيا وطالبت بوقف "المجزرة الروسية" في جورجيا وهي الصفة التي لم ترق لإرضاء رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين. وكان هذا الأخير دخل في ملاسنات حادة مع الرئيس الأمريكي والذي اتهمه بعرقلة العلميات العسكرية لقوات بلاده في حواجز من خلال تسريع عملية نقل الجنود الجورجيين في العراق إلى جورجيا لاسناد القوات النظامية هناك ضد القوات الروسية. وكانت الولاياتالمتحدة وضعت تحت تصرف أكثر من إلفي عسكري جورجي في العراق عشرات الطائرات العسكرية لنقلهم الى بلادهم لاسناد نظرائهم في الحرب الاوسيتية الجنوبية. وتأسف الوزير الأول الروسي لقيام بعض شركائنا لا يقومون بمساعدتنا بل إنهم يقومون بعرقلة مجهوداتنا واعني بذلك نقل الطائرات الأمريكية الوحدات الجورجية من العراق إلى ساحة المواجهات. ودافعت السلطات الروسية عن نفسها في هذه المواجهات نافية الاخبار التي ترددت حول خرق قواتها لسيادة الأراضي الجورجية خارج حدود اوسيتيا الجنوبية. وقال اناتولي نوغوفيتسين الناطق باسم القوات الروسية امس" اننا لن نتجاوز حدود اوسيتيا الجنوبية وانه ليس من مهمة قوات حفظ السلام الروسية احتلال أراضي جورجية. وجاء رد المسؤول العسكري الروسي على تصريحات سابقة للرئيس الجورجي أكد من خلالها أن القوات الروسية تقدمت جنوبا بعيدا عن الحدود الدولية لاوسيتيا الجنوبية في تلميح الى حدود بلاده. وبعيدا عن لغة الاتهامات والحسابات السياسية الخاصة بالترتيبات الخاصة لما بعد الحرب عرفت ساحة المواجهات العسكرية هدوءا ملحوظا امس بوقف الجانبين المتحاربين لعمليات القصف والقنبلة الجوية المتبادلة بينهما منذ الخميس الماضي. وقال الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف ان انتشار القوات الروسية في الأراضي الاوسيتية الجنوبية قد توقفت بعد أن وقعت عاصمة الجمهورية تشكانفالي تحت سيطرة القوات الروسية. وقالت مصادر عسكرية جورجية أمس أنها أسقطت 90 طائرة حربية روسية ومئات الجنود الروس خلال المواجهات. وهي الحصيلة التي نفتها المصادر الروسية واعترفت في المقابل بمقتل 18 من جنودها وإسقاط أربع طائرات من مقنبلاتها الحربية بينما يوجد 14 جنديا آخر في عداد المفقودين.