اعتبر وزير التربية الوطنية بوبكر بن بوزيد، أمس، أن الاكتظاظ الذي تعاني منه الإكماليات حاليا ب "الظرفي وسيتم تداركه بتوسيع عدد المرافق التربوية في المستقبل"، وفي المقابل اعترف بأن الوزارة غير قادرة على توظيف 45 ألف أستاذ متعاقد، وجدد التأكيد بأن المقياس الوحيد للتوظيف هو اجتياز المسابقة وفق ما ينص عليه قانون الوظيف العمومي. ع.م تحدث أمس وزير التربية الوطنية لدى نزوله ضيفا على حصة "في الواجهة" للقناة الأولى للإذاعة الوطنية، بإسهاب عن بقضية الأساتذة المتعاقدين، حيث جدد بن بوزيد التأكيد على هذا المستوى بأن التوظيف الرسمي لهؤلاء الأساتذة "يتم بعد إجراء مسابقة للتوظيف وفق ما ينص عليه قانون الوظيف العمومي ولا يمكن إقصاء أي أحد من هذا الامتحان"، مؤكدا بأن سنوات الأقدمية لهؤلاء المتعاقدين ستؤخذ "بعين الاعتبار في المسابقة وكذا في التقاعد". وأكد بن بوزيد أن التوظيف أيضا يتم بعد النجاح في المسابقة وذلك وفق احتياجات القطاع مع الأخذ بعين الاعتبار شهادات الليسانس التي تتماشى وتخصصات الأطوار التعليمية الثلاث، معترفا في نفس السياق أن قطاعه لا يتوفر على إمكانيات لتجديد عقود كل المتعاقدين الذين يقدر عددهم بحوالي 45 ألف أستاذ على المستوى الوطني، حيث ذكّر بأنه سيتم تنظيم مسابقة توظيف الأساتذة بمشاركة المتعاقدين خلال شهر ماي المقبل. وعن إمكانية إدماج أساتذة التعليم التقني في قطاع التربية أشار بن بوزيد إلى أن قطاعه في "حاجة ماسة" لهؤلاء الأساتذة حيث سيتم توظيف النصف منهم في تخصصات تكنولوجيا والآخرين يوجهون لتدريس مواد أخرى في الثانويات. وعن القانون الأساسي الجديد لقطاع التربية الذي صادقت عليه الحكومة الأسبوع الماضي أشار الوزير إلى أهمية هذا النص التشريعي الذي قال بأنه يأخذ بعين الاعتبار الانشغالات المهنية والاجتماعية لعمال القطاع، مؤكدا أن صياغة هذا القانون "تمت بمشاركة كل النقابات". وبشأن المدارس الخاصة اعتبر وزير التربية هذه المدارس "مكملة لمدارس القطاع العمومي"، مذكرا استعداد وزارته لمساعدتها لترقيتها وتحسين مستواها البيداغوجي والتربوي . ومن جهة أخرى أوضح بن بوزيد أن الاكتظاظ ناجم عن استقبال الإكماليات في هذا الدخول المدرسي 2008- 2009 تلاميذ السنتين الخامسة والسادسة من التعليم الابتدائي لأول مرة حيث بلغ معدل المتمدرسين في كل قسم 40 تلميذا، مشيرا إلى كل الجهود التي تبذل من طرف السلطات العمومية للتخفيف من هذه الظاهرة ببناء مرافق تربوية جديدة وتوسيع عدد الإكماليات، معلنا أنه سيتم فتح 60 إكمالية جديدة على المستوى الوطني خلال الشهر المقبل زيادة عن 383 إكمالية جديدة دعم بها القطاع في هذا الدخول الجديد . كما ذكر وزير التربية ببرمجة أزيد من 400 إكمالية جديدة خلال السنة المقبلة لتفادي الاكتظاظ في الأقسام الذي سيتقلص تدريجيا - كما قال- خلال السنوات الأربعة المقبلة وذلك بعد انتقال هؤلاء التلاميذ إلى التعليم الثانوي، وفيما يتعلق بالمرافق التربوية الخاصة بالطور التعليمي الثالث ذكر أن قطاع التربية سيتسلم خلال العام الجاري حوالي 120 ثانوية وأزيد من 100 ثانوية أخرى خلال السنوات المقبلة لتفادي الاكتظاظ والوصول إلى تحديد ما بين 25 و30 تلميذا في كل قسم. وعن التعليم التحضيرى أشار بوبكر بن بوزيد إلى الجهود التي بذلت لبلوغ نسبة 70 بالمئة من التغطية على المستوى الوطني بعد أن كان لا يتعدى هذا النوع من التعليم 6 بالمئة سنة 2000، وذكر في هذا السياق أن قطاعه باشر بتكوين أساتذة مختصين في التعليم التحضيري وتخصيص غلاف مالي يقدر ب 600 مليون دج لتوفير الأدوات والوسائل الضرورية للأطفال، مؤكدا في نفس الوقت بأن هذا النوع من التعليم ليس هو ب "الإجباري" حيث يبلغ معدل تلاميذ التحضيري 20 طفلا في كل قسم. وبخصوص نظام الدوامين في التعليم ابتدائي أعلن بن بوزيد أنه تم القضاء عليه بنسبة 90 بالمئة لحد الآن، مضيفا بأن القطاع سيبذل مجهودات أخرى لإزالته نهائيا في بعض مناطق الوطن، كما تحدث من جهة أخرى عن الإجراءات التي اتخذت لتوفير الإمكانيات الضرورية للمتمدرسين من مطاعم مدرسية و نقل وكتب مدرسية لمكافحة التسرب المدرسي نهائيا.