عقدت اللجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط أمس اجتماعا في نيويورك لبحث تطورات محادثات السلام، في حين ناقش مجلس الأمن الدولي في جلسة عقدت على مستوى الوزراء أنشطة المستوطنين اليهود في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة. وقبيل الاجتماع، انتقدت منظمات الإغاثة الدولية إخفاق اللجنة الرباعية (الولاياتالمتحدة وروسيا والأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي) في تحقيق السلام وتغيير واقع الفلسطينيين رغم إنشائها قبل ست سنوات، ودعتها لإظهار أنها مؤهلة لأداء مهمتها. وعبرت 21 مؤسسة خيرية ومنظمة مدافعة عن حقوق الإنسان منها "أوكسفام" و"كير إنترناشيونال" و"كريستيان إيد" و"سايف ذا تشيلدرن" عن أسفها لأن الرباعية "لا تنجح في تحسين الشروط المعيشية" للفلسطينيين "ولا آفاق التوصل إلى السلام". كما اتهمت مبعوث اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الأوسط رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير ب"عدم إحداث تقدم كاف لتحسين حياة الفلسطينيين". واعتبرت أن أبرز ما توصلت إليه هذه اللجنة هو خارطة الطريق التي ظلت حبرا على ورق. وفي غضون ذلك قال دفيد ولش مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية إن التوصل لاتفاق سلام شامل غير متوقع قبل انتهاء ولاية الرئيس جورج بوش. وكان ولش أكد أمام لجنة فرعية في مجلس الشيوخ الخميس الماضي أن محادثات السلام بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت "شهدت تقدما كبيرا وملحوظا" منذ استئنافها في أنابوليس في نوفمبر الماضي. لكنه تجنب الإجابة على تساؤل طرحه عضوا مجلس الشيوخ الديمقراطي جون كيري والجمهوري تشاك هاغل ولش حول إمكانية التوصل لاتفاق قبل رحيل بوش. وذكر في رده "أرغب في أن نرى مسار التفاوض الذي أطلقناه يتقدم"، مضيفا "يجب أن ينجم عنه التوصل إلى اتفاق لكن إذا لم يحصل ذلك يجب مواصلته". وتابع قائلا إن "واقع دولة تدعى فلسطين أصبح هدفا مفصليا" يشكل مؤشرا آخر على أن عملية السلام تحرز تقدما. وفي تطور آخر، بحث مجلس الأمن الدولي أمس أنشطة المستوطنين اليهود في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة في جلسة على مستوى وزراء الخارجية، حسب ما أوضح المتحدث باسم الأممالمتحدة فرحان حق. لكن دبلوماسيين غربيين قللوا من إمكانية اتخاذ المجلس أي إجراء بإصدار بيان مشترك أو قرار لا سيما في ظل عدم توصل أعضائه ال15 لاتفاق بشأن أي شيء يتعلق بالشرق الأوسط على مدى شهور. وكانت المجموعة العربية في الأممالمتحدة طالبت منذ أسابيع بمبادرة من المملكة العربية السعودية بمناقشة قضية المستوطنات الإسرائيلية في مجلس الأمن، ولكن الولاياتالمتحدة ظلت تبدي تحفظات على الاقتراح. واعتبرت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس في تصريحات أول أمس أن لا جدوى من مناقشة أي قضايا في جلسة مجلس الأمن، داعية إلى رفعها إلى اللجنة الرباعية الدولية، ومؤكدة أنها المنتدى المناسب والمعترف به دوليا لهذه القضايا. الوكالات/ واف