أعلن رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض احمد قريع أن الفلسطينيين رفضوا اقتراحا إسرائيليا للانسحاب من 93٪ من الضفة الغربية والإبقاء على ال7٪ المتبقية حتى تشرف إسرائيل على المستوطنات الكبرى في الضفة والتي يعيش فيها حوالي 300 ألف مستوطن. وخلال لقاء مع صحافيين في رام الله، الجمعة قال قريع من جهة أخرى أن الفلسطينيين رفضوا اقتراحا إسرائيليا بعودة خمسة آلاف لاجئ فلسطيني من فلسطينيي 1948، معتبرا أن هذا العدد غير كاف على الإطلاق. * وبخصوص الاستيطان، أوضح قريع أن إسرائيل تريد أن تضم كتلا استيطانية إليها عرفت في العرض الذي قدمه رئيس الوزراء الإسرائيلي بمساحة 7.3٪ ثم خفضت إلى 6.8٪ ، وإذا تمت الموافقة على هذا العرض، وهو غير ممكن، فمعنى ذلك أن أهم المناطق الفلسطينية تكون قد ضمت إلى إسرائيل والباقي لا يشكل كيانا فلسطينيا. ومن جهة أخرى، نفى قريع وجود أي تقدم في المفاوضات بين الجانبين، مؤكدا أن الفجوة ماتزال واسعة والمفاهيم مختلفة ومتباعدة جدا بشأن قضايا الحدود واللاجئين والقدس. وأشار قريع إلى أن موقف وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني من قضية اللاجئين برفض عودة أي لاجئ، في حين أن رئيس الوزراء ايهود اولمرت، موقفه تمثل بعودة خمسة آلاف لاجئ فلسطيني على مدى خمس سنوات. وأضاف قريع "لكن هذا ضحك على الذقون وهذا ليس حلا، فهناك حق أقرته الشرعية الدولية وهو حق العودة". ومن جهته، قال مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى أن تصريحات أحمد قريع "ليست دقيقة" بشأن الأرقام، إلا أن هذا المسؤول الذي لم يكشف هويته، ذكر بموقف رئيس الوزراء ا ايهود اولمرت الذي صرح في سبتمبر انه على إسرائيل "التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين وهذا يعني انه سيكون عليها الانسحاب من كل الأراضي المحتلة تقريبا إن لم يكن من كل الأراضي". وكان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أعلن في 15 نوفمبر الماضي أن السلام مع إسرائيل يمر عبر "انسحاب تام وكامل" من الأراضي "الفلسطينية والعربية" التي تحتلها الدولة العبرية. واستؤنفت محادثات السلام الإسرائيلية الفلسطينية في نوفمبر 2007 خلال اجتماع دولي عقد في انابوليس بالولاياتالمتحدة. ولكن لم يسجل أي خرق منذ ذلك الوقت، وبالرغم من الهدف الذي أعلن عنه وهو التوصل إلى اتفاق قبل نهاية ولاية الرئيس الأمريكي جورج بوش التي تنتهي في 20 جانفي المقبل. وازدادت المخاوف من إخفاق المفاوضات مع إمكان فوز تكتل الليكود "معارضة يمينية" في الانتخابات التشريعية المبكرة في إسرائيل في فيفري المقبل. ويرفض الليكود بزعامة رئيس الوزراء السابق بنيامين نتانياهو أي انسحاب من الضفة الغربية وإقامة دولة فلسطينية تتمتع بمزايا السيادة، وهو المطلب المركزي للفلسطينيين. * ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن الثلاثاء المقبل اجتماعا على مستوى وزراء الخارجية يتركز على مسيرة السلام في الشرق الأوسط. ويأتي الاجتماع بناء على طلب تقدمت به الولاياتالمتحدة الجمعة ودعمته روسيا بهدف التوصل إلى وثيقة أو بيان يدعو لمواصلة عملية السلام في الشرق الأوسط.. وفي السياق ذاته، تلتقي اللجنة الرباعية الخاصة بالشرق الأوسط في مقر الأممالمتحدة يوم الاثنين، كما ستلتقي مع وزراء الخارجية العرب. وتضم اللجنة كلا من الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدةوروسيا.