تعقد اللجنة الرباعية الدولية حول الشرق الأوسط يوم غد اجتماعا تنسيقيا بين أعضائها بالعاصمة الأوروبية بروكسل من أجل تفعيل عملية السلام المتعثرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين. ويندرج هذا الاجتماع الذي يعقد على مستوى المبعوثين الخاصين لأعضاء اللجنة التي تضم كلا من الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وروسيا في إطار مساعي إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما التي أخذت على عاتقها مواصلة لعب دور الوسيط في تسوية القضية الفلسطينية. ويأتي عقد هذا اللقاء غداة قرار السلطة الفلسطينية التوجّه إلى مجلس الأمن الدولي لمطالبته بإصدار قرار يلزم إسرائيل بوقف أنشطتها الاستيطانية في مدينة القدسالمحتلة والتي تسارعت وتيرتها منذ مجيء الحكومة اليمينية المتطرفة بقيادة بنيامين نتانياهو. وكان صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين أكد قبل يومين أن هناك "ضغوطات" تمارس من قبل المجتمع الدولي لعقد لقاء بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، مؤكدا أن الفلسطينيين ليسوا ضد اللقاءات مع إسرائيل شريطة أن توقف الاستيطان. للإشارة فإن اجتماع اللجنة الرباعية المقبل يعد الأول من نوعه منذ انعقاد أشغال الجمعية الأممية شهر سبتمبر الماضي بنيويورك الأمريكية، حيث عقدت اللجنة لقاء على هامش هذه الأشغال لم يساهم في إحراز أي تقدم على مستوى تحريك عملية السلام في الشرق الأوسط بعدما اكتفى أعضاؤها بالتأكيد على ضرورة تطبيق خارطة الطريق المتعلقة بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة دون اتخاذ أي قرارات ملزمة. ومن المقرر أن يعرض الموفد الأمريكي إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل خلال الاجتماع المبادرة الأمريكية للسلام التي طرحتها إدارة الرئيس اوباما مؤخرا وتضمنت إقامة الدولة الفلسطينية في ظرف عامين حيث دعت الأطراف المعنية بالجلوس مجددا إلى طاولة الحوار دون أية شروط مسبقة. وهي المبادرة التي رفضها الطرف الفلسطيني كونها لا تتضمن أي إشارة إلى وقف الاستيطان رغم انه يبقى العائق الرئيسي أمام أي مسعى لاستئناف مفاوضات السلام. فقد جددت السلطة الفلسطينية رفضها لأي تفاوض مع الطرف الإسرائيلي ما لم يلتزم هذا الأخير بتجميد كلي ونهائي لأنشطته الاستيطانية في قلب الأراضي الفلسطينية المحتلة والتي سبق للرئيس جورج ميتشل أن وصفها قبل عشر سنوات بأنها مثل "الأصابع التي تنخر صدر الإنسان"، في وصف يدل بوضوح على اقتناع الموفد الأمريكي بخطورة الاستمرار في بناء مثل هذه المستوطنات على مستقبل عملية السلام في المنطقة. للإشارة فإن جورج ميتشل الذي شرع في جولة أوروبية تشمل أعضاء اللجنة الرباعية لتهيئة الأرضية لتمرير مخطط بلاده للسلام من المقرر أن يقوم بجولة شرقية أوسطية جديدة للقاء الأطراف المعنية قد يكون عنوانها الظاهري معرفة مدى تجاوبها مع خطته الجديدة ولكن هدفها الخفي قد يكون ممارسة المزيد من الضغوط على السلطة الفلسطينية لحملها على تقديم المزيد من التنازلات بشأن قضية الاستيطان وبالتالي دفعها إلى قبول التفاوض دون وقف الاستيطان.(الوكالات)