صنفت ندوة الأممالمتحدة للتجارة والتنمية الجزائر ضمن البلدان العشرة الأوائل المستفيدين من الاستثمارات الأجنبية في القارة الإفريقية، وتأتي الجزائر في المرتبة الخامسة بعد كل من نيجيريا ومصر وجنوب إفريقيا وليبيا بقيمة استثمارات تصل إلى 4.3 مليار دولار . سهام م أورد تقرير حول الاستثمارات الأجنبية على مستوى بلدان القارة السمراء نشرته ندوة الأممالمتحدة للتجارة والتنمية أن مستوى الاستثمارات عبر القارة السمراء قد بلغ رقما قياسيا قدر ب 53 مليار دولار سنة 2007، مشيرا إلى أن هذه الاستثمارات بقيت مركزة من الناحية الجغرافية في 10 بلدان استقطبت لوحدها 82 بالمئة من مجموع الاستثمارات والتي تفوق أو تعادل قيمتها السنوية بالنسبة لكل بلد مليار دولار. وكانت الجزائر واحدة من هذه البلدان العشرة التي صنفها تقرير المنظمة الأممية حيث وصلت قيمة الاستثمارات المباشرة بها بين عامي 2006 و2007 إلى 4.3 مليار دولار، وهو ما مكنها من احتلال المرتبة الخامسة بعد كل من نيجيريا ومصر وجنوب إفريقيا وليبيا. وأرجعت المنظمة الأممية الزيادة الكبيرة لنسبة الاستثمارات المباشرة الأجنبية في القارة السمراء إلى التهاب أسعار المواد الأساسية وتطور السياسات في أفريقيا، حيث بلغت نسبة الاستثمارات المباشرة الأجنبية في المنطقة 42 بالمائة بالنسبة لشمال أفريقيا و58 بالمائة بالنسبة لإفريقيا جنوب الصحراء، وبسبب التهاب أسعار المواد الأساسية ارتفعت مردودية الاستثمارات المباشرة الأجنبية ب 31 بالمائة سنة 2007 كما كانت نسبة مردود الاستثمارات في إفريقيا أكبر من تلك المسجلة في المناطق النامية الأخرى سنتي 2006 و2007 على حد سواء. وعلى هذا الأساس ارتفعت حسب التقرير مردودية الاستثمارات المباشرة الأجنبية ب 31 بالمائة سنة 2007 كما كانت نسبة مردود الاستثمارات في أفريقيا أكبر من تلك المسجلة في المناطق النامية الأخرى سنتي 2006 و2007 على حد سواء، وقد تم تخصيص جزء كبير من هذه الاستثمارات لسنة سنة 2007 لتنمية مشاريع استغلال الموارد الطبيعية الممولة جزئيا من خلال إعادة استثمار الأرباح التي بلغت حصتها 28 بالمائة من إجمالي الاستثمارات المباشرة الأجنبية. كما أشار تقرير المنظمة من جهة أخرى، إلى أن احتياطات الصرف للمنطقة قد ارتفعت بحوالي 36 بالمائة خلال عام 2007 وبنسبة أكبر ببعض البلدان الكبرى المصدرة للنفط مثل الجزائر ونيجيريا وليبيا، ورغم هذه الزيادات استقرت حصة أفريقيا في حدود 3 بالمئة من القيمة الإجمالية للاستثمارات المباشرة الأجنبية. وتطرق تقرير المنظمة إلى الشركات الأجنبية التي تزاول نشاطها في إفريقيا، مؤكدا أنها تتمثل أساسا في الشركات المتعددة الجنسيات الأمريكية والأوربية متبوعة بالمستثمرين الأفارقة خصوصا من جنوب أفريقيا، بينما اهتمت الشركات المتعددة الجنسيات الآسيوية بمجال استغلال البترول والغاز وبالهياكل القاعدية. وحسب توقعات منظمة الأممالمتحدة للتجارة والتنمية فإن آفاق سنة 2008 ستشهد تسجيل ارتفاع جديد في الاستثمارات المباشرة الأجنبية، خاصة عن الأخذ بعين الاعتبار استمرار ارتفاع المواد الأساسية والمشاريع الكبرى المعلن عنها بالنسبة للسنة الجارية والمدفوعات القادمة المرتبطة بعمليات الإدماج التي تمت وعمليات الاقتناء العابرة للحدود، وقد ترتفع الاستثمارات الأجنبية في إفريقيا –حسب تقرير المنظمة- للسنة الرابعة على التوالي مشيرة إلى أن كل الشركات المتعددة الجنسيات تعتزم الإبقاء أو رفع استثماراتها بالمنطقة.