تصاعدت حدة الخلافات بين قيادات في الكونغرس العالمي الأمازيغي حول مكان انعقاد المؤتمر هذا التنظيم الذي يظم العديد من الجمعيات الأمازيغية، ونفى أعضاء من الكونغرس الأمازيغي أن تكون السلطات الجزائرية قد منعت انعقاد المؤتمر بمدينة تيزي وزو لا كتابيا ولا شفويا، واعتبرت أن "الإشاعة" أطلقها الرئيس الحالي للتنظيم لونيس بلقاسم، في حين اتهم رشيد الرخا الرئيس السابق للكونغرس الأمازيغي والعضو الحالي بالمكتب ناشطين في التنظيم بالناظور المغربية بتهديده بالتصفية الجسدية في حال واصل معارضته عقد المؤتمر بمكناس. كشف أعضاء الكونغرس العالمي الأمازيغي أن للسلطات الجزائرية ليست لها أي علاقة في منع انعقاد مؤتمر هذا التنظيم المقرر نهاية و الشهر الجاري، والذي يظم جمعيات ناشطين أمازيغ من دول شمال إفريقيا وجزر الكناري وحتى من أوربا وأسيا وأمريكا، في منطقة القبائل وبالضبط في ولاية تيزي وزو، وأكدوا في ندوة صحفية نظموها منتصف الأسبوع الجاري بمقر جمعية الماس الثقافية بالناضور، أن الزيارة التي قام بها بعض أعضاء الكونغرس مؤخرا للجزائر كشفت لهم أن القرار تغيير مكان المؤتمر، من تيزي وزو إلى مكناس المغربية، كان فرديا، "اتخذ من طرف الرئيس الذي برر موقفه بأنه عقد اجتماعا عبر الانترنت"، مؤكدين أن "التحضير للمؤتمر بالجزائر يسير على ما يرام". ومن جهته قال رشيد الراخا الرئيس السابق للكونغرس والعضو الحالي بالمكتب أنه لم يكن هناك قرار للمنع، بحث لم يتحصل الساهرون على التنظيم لا قرار شفوي أو كتابي من السلطات الجزائرية، مضيفا أن هناك دولا لا يروقها ما يفعله الأمازيغ مثل فرنسا وليبيا، وأشار إلى أن لونيس بلقاسم "كان يود الكذب على بلاد"ه، من أجل الادعاء بأنه تم منع الامازيغ من تنظيم مؤتمرهم بالجزائر، وبالتالي يضمن، حسب رشيد الرخا، " الحضور المكثف للجمعيات الموالية له ولمؤيديه حتى يحتفظوا بمقاعدهم عكس ما قد يحدث في حالة انعقاد المؤتمر بالجزائر حيث لن تحضر كل الجمعيات التي ستصوت لأجلهم ". وكشف الرئيس السابق للمؤتمر الأمازيغي انه قد تلقى تهديدا بالتصفية الجسدية من بعض أعضاء الكونغرس بالأطلس إذا ما استمر في معارضة انعقاد المؤتمر بمكناس، ورغم ذلك جدد إصراره على انعقاده بالجزائر بتيزي وزو، قائلا إنه سيكون مؤتمرا تاريخيا حيث أن مؤتمر 2005 الذي عقد بالناضور عرف حضور خمسمائة شخص فقط من ممثلي الجمعيات الامازيغية بينما من المنتظر أن يرتفع العدد إلى ألف في تيزي وزو، نظرا إلى أن العديد من الجمعيات في تونس وليبيا والجزائر لم تكن تحضر بتاتا لصعوبة الحصول على "التأشيرة" حيث كان يحضر بدلا عنها جزائريون وتونسيون وليبيون يقيمون بالمهجر، وذكر رشيد الرخا بالفصل السابع من القانون الأساسي للكونغرس، مضيفا بأن المؤتمر يقرر وقت انعقاده بسنة قبل تاريخه، بمعنى أنه إذا ما تقرر انعقاد الكونغرس في مكناس فإن المؤتمر يجب أن ينعقد سنة 2009 بينما تيزي وزو، برمجت لاحتضان المؤتمر في سنة 2005 بالناضور وبذلك فإنها تملك الشرعية القانونية. وشهد الصف الأمازيغي صراعات حادة أضحت تهدد تنظيم المؤتمر الأمازيغي العالمي الخامس المتوقع أن يُعقد نهاية أكتوبر الجاري، حيث انقسمت القيادات في المؤتمر إلى فريقين، الأول يقوده "الهاشمي توزان" العضو القيادي بالتنظيم المذكور، وهو يدافع بشدة على عقد الموعد المذكور بمنطقة القبائل الجزائرية، بينما يصر الفريق الثاني بقيادة الرئيس الحالي للكونغرس الأمازيغي بلقاسم لوناس على عقده بمدينة مكناس في المملكة المغربية، ووصل الأمر حد التلاسن وتبادل الاتهامات بالعمالة بين قياديين من المؤتمر. ولم يسبق للكونغرس الأمازيغي أن شهد تطاحنات بهذا المستوى حتى خلال المؤتمر الرابع الذي احتضنته منطقة الناظور المغربية، علما أنّ كل شيء بدأ غداة إقدام "الهاشمي توزان" على إعلان تنظيم المؤتمر المذكور في الفترة ما بين 31 أكتوبر بمدينة تيزي وزو. ولم يعرف لحد الآن الموقف الرسمي الجزائري حيال عقد المؤتمر الأمازيغي بمدينة تيزي وزو، رغم توقيف مصالح الأمن الجزائرية لناشطين مغاربة كانوا بصدد التوجه إلى تيزي وزو وهذا بتهمة ممارسة نشاطات غير مرخص لها، مع الإشارة أيضا أن السلطات الجزائرية تنظر بعين الريبة إلى المؤتمر الأمازيغي، خاصة بعد انحراف المطلب الأمازيغي لدى بعض الأوساط التي تسعى للتمكين لمطلب الاستقلال الذاتي، على غرار ما تفعله الحركة من أجل الاستقلال الذاتي بمنطقة القبائل بزعامة فرحات مهني، وما تفعله جمعيات أمازيغية انفصالية بالأطلس المغربي.