بلغ عدد الأشخاص الذين لقوا حتفهم جراء الأمطار الغزيرة التي شهدتها ولايتا الجلفة وعين الدفلى نهاية الأسبوع المنصرم 8 قتلى، حيث أدت السيول إلى جريان العديد من الأودية والشعاب، مما تسبب في تسجيل أكثر من عشرة جرحى على مستوى الولايتين. أعلنت مصالح الحماية المدنية بولاية الجلفة، عن هلاك شخصين وإصابة ثالثة آخرين بجروح نتيجة الأمطار الغزيرة المتهاطلة على الولاية، والتي أدت إلى جريان معظم الأودية والشعاب، مضيفة أنه يوجد من بين الضحايا طفل يبلغ من العمر 14 سنة جرفته مياه الوادي الذي يشق بلدية دار الشيوخ 40 كلم شرق عاصمة الولاية. وفيما يخص نفس الولاية، أعلن الديوان الوطني للأرصاد الجوية أن الأمطار الرعدية الغزيرة ستتواصل في العديد من مناطق شمال وجنوب البلاد خلال ال24 ساعة المقبلة، مضيفا في نشرة خاصة له أن الولايات المعنية بهذه التقلبات الجوية هي غردايةوالجلفة والأغواط وتيارت وتيسمسيلت وعين الدفلى وغليزان، حيث أشار إلى أن كميات الأمطار ستبلغ أو تفوق 30 ملم محليا خلال نفس المدة، كما ستتهاطل أمطار رعدية على ولايات بشار والنعامة والبيض وسعيدة وسيدي بلعباس وعين تيموشنت وتلمسان، حيث ستبلغ كميات الأمطار أو تفوق 60 ملم محليا حسب بيان الديوان الوطني للأرصاد الجوية من جهة أخرى، أشارت الحصيلة الجديدة لمصالح الحماية المدنية بولاية عين الدفلى إلى أن عدد ضحايا الفيضانات التي اجتاحت بلدية عين التركي قد ارتفع الى 6 أشخاص و8 جرحى، وكانت الحصيلة الأولية للحماية المدينة قد أعلنت عن وفاة خمسة أشخاص وإصابة ستة آخرين بجروح فجر يوم الخميس الماضي عقب فيضان وادي جمعة ببلدية عين التركي الواقعة على بعد حوالي 35 كلم إلى الشمال الشرقي من مقر الولاية. واستنادا إلى ذات المصدر فإن الضحايا باغتتهم سيول هذا الوادي وهو من بين مصاب جبال زكار والمار بوسط بلدية عين تركي عند منتصف الليل وهم نيام متسببة في انهيار منزلين وجرف ساكنيه إلى مسافات معتبرة. وأفاد الديوان الوطني للأرصاد الجوية في وقت سابق من نهار اليوم أن تهاطل الأمطار الرعدية "الغزيرة" ستتواصل في العديد من مناطق شمال وجنوب البلاد خلال ال24 ساعة المقبلة. وحسب نفس المصدر فان 20 عائلة أعلنت منكوبة بهذه البلدية الواقعة بالمنحدر الجنوبي لجبل زكار، والتي شهدت تهاطل أمطار طوفانية اجتاحت خاصة حي وادي بوجمعي الواقع بالجزء العلوي لمقر البلدية التي يقدر عدد سكانها بعشرة آلاف نسمة، كما اجتاحت الفيضانات وبنسبة أقل أحياء لخراربة وبوزبوجة بنفس البلدية. وكانت السلطات المحلية لولاية عين الدفلى، قد تنقلت إلى عين المكان اثر الإعلان عن وقوع هذه الكارثة الطبيعية حيث يشرف الوالي على خلية أزمة تضم عدة قطاعات خاصة منها الأشغال العمومية والري والصحة، فيما تقدم مجموعة من رجال الحماية المدنية تضم 30 عونا المساعدات والإسعافات اللازمة، وتقوم فرق التدخل بإزالة أطنان الوحل التي جرفتها المياه متسببة في شل حركة المرور بالشارع الرئيسي وشارع الأمير عبد القادر ومختلف أزقة هذه المنطقة الريفية، ولقد تميزت عملية الإسعاف التي يشرف عليها الوالي بإعادة إسكان العائلات المنكوبة في مساكن جديدة تابعة لديوان الترقية والتسيير العقاري، كما وزعت مواد غذائية وأغطية وأفرشة على المواطنين المتضررين فيما تواصل مصالح الأشغال العمومية من جهتها مجهوداتها لتسريح الطريق الرابط بين مليانة وعين التركي، الذي انقطعت حركة المرور بمختلف أجزائه خاصة على مستوى وادي حمامة وعين النسور. وفي هذا السياق، أعرب عدد من الشباب القاطنين بوسط المدينة عن صدمتهم أمام هذه الكارثة التي نزلت ببلديتهم في ظرف زمني قصير، حيث أكد شاب حضر مراسيم تشييع جنازة ضحايا الفيضانات بمقبرة المدينة أنه لم يسبق له أن شاهد سيولا عارمة كالتي سجلت هذه المرة، مرجعا ذلك إلى إتلاف الأشجار بالمنحدر الجبلي نتيجة الحرائق المسجلة بالمنطقة في السنوات الأخيرة.