شدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس على ضرورة إنهاء حالة الانقسام على الساحة الداخلية الفلسطينية، في حين أكد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن الظرف بات مناسبًا لتحقيق الوفاق الفلسطيني، متهمًا الولاياتالمتحدة بعرقلة جهود المصالحة. وفي ختام لقائه الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق أول أمس الأحد، قال الرئيس عباس في تصريح للصحفيين إنه لا يوجد أحد "راض عن استمرار الانقسام الحالي"، في إشارة إلى الخلاف القائم بين حركتي حماس وفتح. وكان الرئيس عباس قال في تصريح لدى وصوله يوم السبت إلى دمشق في زيارة استغرقت يومين، إن الوساطة المصرية بين فتح وحماس توصلت إلى بيان مشترك سيتم إعلانه في القاهرة قبل أن يعرض لاحقًا على جامعة الدول العربية. ومن جهته أكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم في تصريحات للصحفيين أثناء وداعه الرئيس عباس في مطار دمشق، دعم سوريا للجهود المصرية بشأن إيجاد حل للوضع الفلسطيني الداخلي، لافتًا إلى أن دمشق لن تتردد في القيام بدور ما على هذا الصعيد لكن بعد بدء الحوار. ومن جانبه توقع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل قرب التوصل إلى اتفاق مصالحة لتجاوز الانقسام الداخلي الفلسطيني، وذلك في كلمة ألقاها خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر القدس السادس الذي تستضيفه العاصمة القطرية الدوحة. وذكرت وكالة "سما" الفلسطينية أن مشعل دعا حركتي فتح وحماس إلى الإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة، وإيقاف الحملات الإعلامية المتبادلة لتوفير المناخ الإيجابي للمصالحة. ورغم هذه الأجواء الإيجابية،قالت مصادر صحفية إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس "غضب كثيرا" من السفير الفلسطيني في القاهرة نبيل عمرو، بسبب اجتماعه مع قادة حركة حماس، في وقت تسود أجواء الخلاف بين حركتي فتح وحماس رغم انتهاء مرحلة اللقاءات الثنائية التي قامت بها مصر مع الفصائل الفلسطينية. ونقلت صحيفة "القدس العربي" عن مصدر فلسطيني مطلع على جهود المصالحة التي تتوسط فيها مصر، قوله أن اجتماع نبيل عمرو مع الدكتور موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحماس في القاهرة نهاية الأسبوع الماضي "تم دون علم وموافقة الرئيس عباس". وأكد أن الرئيس عباس "لم يكن راضيًا عن الاجتماع"، موضحًا أن قرارًا سابقا اتخذته فتح يمنع أي لقاء ثنائي مع حركة حماس، دون وجود وسطاء، أو إجماع من الفصائل الفلسطينية. وذكر المصدر أن تصريح الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية الذي تحدث عن عدم تكليف الرئيس عباس لأحد بإجراء حوارات مع حماس، "كان رداً على اجتماع عمرو بأبو مرزوق".