وجه مروان البرغوثي قيادي حركة "فتح" وعضو المجلس التشريعي الفلسطيني الأسير منذ سنوات في المعتقلات الإسرائيلية أمس دعوة إلى الفرقاء الفلسطينيين طالبهم خلالها بضرورة التوصل إلى اتفاق نهائي وشامل يضع حدا لحالة الانقسام التي تعصف بالبيت الفلسطيني منذ قرابة العامين. ودعا البرغوثي في حديث أجرته معه صحيفة فلسطينية إلى "إنهاء حالة الانقسام السياسي والجغرافي على الساحة الفلسطينية خاصة وأن وثيقة الوفاق الوطني مازالت صالحة كبرنامج وطني جامع". وأكد البرغوثى في الذكرى السابعة لأسره أنه يجب "على الفلسطينيين وكل الدول العربية العمل لانتزاع موافقة إسرائيلية بإنهاء الاحتلال والانسحاب الكامل من الأراضي الفلسطينية الى حدود 1967 قبل البدء في أية مفاوضات معها مع اشتراط الوقف الفوري والشامل لمصادرة الأراضي ووقف الاستيطان إلى جانب وقف الحصار والاعتقالات وإزالة الحواجز وفتح المعابر والإفراج عن آلاف الأسرى". وفي سياق حديثه عن نتائج الانتخابات الإسرائيلية اعتبر البرغوثي انه "لا يوجد شريك للسلام في إسرائيل لا في الحكومة الجديدة بقيادة زعيم حزب الليكود بنيامين نتانياهو ولا قبلها ولا بعدها" لأن الإسرائيليين كما قال لم يقرروا بعد وحتى هذه اللحظة الاستعداد للسلام الحقيقي وهم غير مستعدون لدفع استحقاق السلام". وأكد "أن المشكلة ليست في فكرة ومبدأ حل الدولتين بل في غياب الشريك الإسرائيلي لتحقيق هذا الحل". وتأتي دعوة البرغوثي في الوقت الذي تتواصل فيه المساعي من اجل تقريب وجهات النظر بين الفرقاء الفلسطينيين لحملهم على تجاوز خلافاتهم خاصة تلك المتعلقة بتشكيل حكومة وحدة وطنية والبرنامج السياسي الذي من المفروض أن تتبناه والذي يبقى المعضلة الرئيسة في إنجاح الحوار الوطني الفلسطيني الذي انطلق منذ أسابيع في العاصمة المصرية القاهرة. ومن جهته التقى رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" في دمشق أول أمس بوفد نيابي بريطانيي ضم أعضاء من مجلس العموم في ثالث لقاء من نوعه في ظرف شهر. وكان خالد مشعل الذي يقيم في العاصمة السورية التقي شهر مارس الماضي لمرتين بنواب أوروبيين خاصة من بريطانيا وايرلندا واليونان وإيطاليا في خطوة اعتبرها عديد المتتبعين مؤشرا على إمكانية فتح قنوات اتصال غربية مع حركة حماس التي يصنفها الاتحاد الأوروبي ضمن قائمة المنظمات الإرهابية. وجاء في بيان الحركة أن مشعل انتقد خلال لقاء بأعضاء الوفد البرلماني البريطاني "تقصير المجتمع الدولي في القيام بواجبه الأخلاقي والإنساني وتعطيل أعمال الإغاثة والأعمار في قطاع غزة وربطها بشروط سياسية". واعتبر مشعل أن التدخلات الخارجية تبقى السبب الرئيسي في تعطيل المصالحة الوطنية بين حركته وحركة فتح الذي يتزعمها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. من جهتهم عبر أعضاء الوفد البريطاني بقيادة روجيه غودسيف عن قناعتهم بأنه لا يمكن تحقيق السلام في المنطقة من دون حوار بمشاركة حماس التي تمكنت من كسب ثقة الشعب الفلسطيني. وتأتي هذه الزيارة في إطار جهود أوروبية لفتح قنوات اتصال مع حركة المقاومة الإسلامية ومحاولة تحقيق فهم أعمق للقضية الفلسطينية من خلال الحوار المباشر مع مختلف الأطراف وخاصة حركة حماس التي تملك قاعدة شعبية قوية مما يجعل تجاهلها في أي ترتيبات أمر غير ممكن.