عبر رئيس السلطة الفلسطيني محمود عباس أمس عن أمله في ان تنتهي مساعي الوساطة المصرية مع مختلف قيادات الفصائل الجارية منذ أيام بالقاهرة إلى نتيجة ملموسة وجوهرية لإنهاء الشرخ الذي تعرفه الساحة الفلسطينية منذ أكثر من عام. وقال الرئيس محمود عباس في تصريح أدلى به بعد القمة التي جمعته أمس بالرئيس السوري بشار الأسد بالعاصمة دمشق: "أن الوقت قد حان لإنهاء الانقسامات الفلسطينية الراهنة ولا فإننا لن نتوصل إلى أي حل عملي". وأشار الرئيس الفلسطيني عن دور محوري يمكن أن تقوم به سوريا لتقريب وجهات النظر بين حركتي "حماس" و"فتح" لتسريع انهاء حالة الاحتقان التي طغت على علاقة الحركتين منذ شهر جوان من العام الماضي. وقال الرئيس الفلسطيني أن دور سوريا يبقى محوريا وأساسيا من وجهة نظر تاريخية كما أنها مازالت تلعب دورا أساسيا في المصالحة الفلسطينية وأننا سنواصل تنسيق مواقفنا معها ومع دول عربية أخرى مثل مصر". ولم يشر الرئيس محمود عباس ما إذا كان قد طلب من السلطات السورية تنظيم لقاء قمة مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل الذي يقيم بالعاصمة السورية. وتعد هذه ثاني زيارة للرئيس الفلسطيني إلى العاصمة السورية في اقل من ثلاثة اشهر بعد زيارة مماثلة قام بها شهر جويلية التقى خلالها بالرئيس السوري وكذا مع عدد من ممثلي الفصائل الفلسطينية المتمركزة بدمشق ولكنه استثنى خالد مشعل بسبب حدة الاتهامات التي تبادلتها الحركتان حينها وأدت إلى توسيع هوة الخلافات وقللت من أهمية الدور المصري. يذكر أن التصريحات المتفائلة للرئيس الفلسطيني جاءت متزامنة مع اللقاءات المارتونية التي يجريها مدير المخابرات المصرية الجنرال عمر سليمان مع موسى أبي مرزوق العضو القيادي في حركة حماس المقيم بسوريا بهدف بحث إمكانية التوصل أرضية تمهد لمفاوضات جادة بين الفرقاء الفلسطينيين. وكانت مصادر مصرية وأخرى مقربة من حركة "حماس" أكدت عن لقاء قمة بين الحركتين يوم 25 أكتوبر الجاري بوساطة مصرية من أجل وضع الترتيبات الخاصة بإنهاء حالة الانسداد القائمة بينهما منذ أحداث قطاع غزة في 14 جوان من العام الماضي والتي كانت المنعرج في تأزيم العلاقات بين الحركتين قبل القطيعة النهائية. وقال محمود الزهار العضو المشارك ضمن وفد حركة حماس في القاهرة أن هذه المفاوضات تهدف إلى تخفيف حدة الخلافات بين الفرقاء وبحث كيفية التوصل إلى مصالحة فعلية بين الشقيقتين العدوتين. ولكن حركة التحرير الفلسطيني "فتح" التي يتزعمها محمود عباس لم تشأ إلى حد الآن تأكيد موعد هذه القمة ربما بسبب تحفظات أو شروط تكون قد وضعتها ولم تتلق الرد عليها بخصوص مسائل الخلاف التي حالت إلى حد الآن دون التوصل إلى مصالحة نهائية. ولم يتسرب إلى حد الآن ما إذا كان الرئيس عباس قد اغتنم مناسبة زيارته إلى دمشق التي انتهت مساء أمس لعقد لقاء بخالد مشعل في إطار الدينامكية التي خلفت المساعي المصرية لتقريب المواقف وأيضا إذا أخذنا بدرجة التفاؤل التي أبداها من خلال تصريحاته ورغبته في طي الصفحة مع حماس. ويتابع الفلسطينيون بكثير من الاهتمام جولات الحوار التي يجريها مدير المخابرات المصرية مع قيادات مختلف فصائل المقاومة على أمل توحيد الصف الوطني الفلسطيني من جديد وإنهاء حالة الانقسام التي عرفتها السلطة الفلسطينية وأحدثت فراغا سياسيا غير مسبوق وتشويشا على الأهداف المتوخاة من المفاوضات مع إدارة الاحتلال حول قضايا الوضع النهائي. ووصف رئيس الوزراء الفلسطيني المقال إسماعيل هنية أن لقاءات القاهرة بين الفصائل مهدت الطريق لبدء الحوار الفلسطيني الداخلي. وأكد أن جولة المفاوضات هذه كانت جولة معمقة وبحثت في كل المسائل ذات العلاقة بالحوار الفلسطيني الفلسطيني". وعبّر هو الآخر عن أمله في أن تكون هذه الجولة قد مهدت الطريق لحوار فلسطيني فلسطيني سواء كان على صعيد ثنائي أو على الصعيد الفلسطيني الشامل".