عند الحديث على موازين القوى، يتم الإعتقاد أن حامل الرمح أقوى من حامل السيف، وعادة ما يهدد حامل الرمح حامل السيف في كل مرة. وهذه الجدلية تحكمت في العلاقات الدولية والعلاقات الإنسانية لسنوات طويلة منذ " عصر الرمح والسيف " في القرون البشرية الأولى. وفي عصر الأباتشي والأف 16 والبي 52 وقنابل الليزر والعنقودية والدبابات الرقمية وغيرها من الأسلحة الفتاكة، ساد الإعتقاد أيضا أن حامل الرمح وهو صاحب هذه الأسلحة الفتاكة، أقوى من حامل السيف وهو الذي لا يملك من الأسلحة العصرية إلا تلك التي سمح له بشرائها في السوق الرسمية أو السوداء. وقد فرضت نظرية القوى المالك للرمح سلطتها على العلاقات الدولية. وأدت إلى احتلال عدد من البلدان مثل أفغانستان والعراق وفلسطين وارتيريا والصومال وجنوب لبنان ، فضلا عن تهديد دول أخرى بضربة " الرمح " مثلما يحدث مع إيران وسوريا والسودان .. والرمح اليوم تعادله الأف 16 وما شابه. والحقيقة أن صاحب الحق سواء أكان حاملا للسيف أو حتى أعزلا بدون أي سلاح أو حامل سلاح العصر الحجري الأول مثل الحجارة والعصا هو الأقوى بإيمانه بقضيته، وإذا تمكن من تجاوز ضربة الرمح سوف يصبح حامل الرمح تحت رحمة حامل السيف. هذه الأمثلة هي التي تصلح على حركة طالبان في أفغانستان اليوم، لقد أصبحت أمريكا العظيمة وحلف الناتو الأعظم تحت رحمة هذه الجماعة التي أضحت مطلوبة للتفاوض مع كبار شخصيات الناتو لإيجاد مخرج مشرف لأعظم قوة في التاريخ. والشيء نفسه ينطبق على العراق وعلى غيره، إن حامل السيف عندما يكون صاحب حق سوف يصبح أقوى من حامل الرمح، هذا هو الواقع وهذا هو التاريخ. وبالمقارنة فإن الإحتماء بحامل الرمح ليس مضمونا، مثلما يفعل كثير من " العملاء " والقادة والدول، فعندما تنقطع الذراع التي تحمل الرمح، يتهاوى العملاء المحتمون بغير شعبهم. وقد بين التاريخ بوضوح هذه القضية. وعندما تتهاوى الذراع التي تحمي إسرائيل اليوم، وهي الذراع الحاملة للرمح والأباتشي والأف 16 أي الولاياتالمتحدة تحت تأثير زلزال البورصة ونظامها المالي، سوف تتهاوى دولة بني صهيون بدون شك. إنها دروس عظيمة لحاملي الرمح والمحتمين بهم. ليس أنا من يقول .. إنه التاريخ.ذ