أكد أمس القنصل العام الفرنسي في الجزائر فرنسيس أود أن باريس لا تتعامل مع طلبات التأشيرة للجزائريين بمنطق "الكوطة" أو الحصة، بل بمنطق مدى مطابقة ملفات الطلبات للشروط التي تحددها الخارجية الفرنسية، وكشف في المقابل أن عدد التأشيرات الممنوحة للجزائريين السنة الجارية سيعادل العدد الممنوح سنة 2007 أي 150 ألف تأشيرة من مجموع 200 ألف طلب، معتبرا أن استقبال طلبات التأشيرة عن طريق مؤسسة "فيزا فرانس" منذ تاريخ 5 أكتوبر الجاري من شأنه تسهيل إيداع طلبات التأشيرة وتقليص مدة دراستها من قبل القنصلية العامة في أجل لا يتجاوز 10 أيام. قدم القنصل العام الفرنسي في الجزائر رفقة رئيس مؤسسة "فيزا فرانس" كريستيان مرشنديز شروحات للصحافة الوطنية أمس حول سير عملية استقبال طلبات التأشيرة على مستوى "فيزا فرانس" التي بدأت العمل في 5 أكتوبر الجاري بفريق عمل يتجاوز 130 مضيف ومضيفة مهمتهم استقبال أصحاب الطلبات بعد حصولهم على موعد عن طريق موقع الشركة على الانترنيت أو عن طريق الهاتف وأوضح المتحدث في هذا الإطار أن ثلث المواعيد يأخذها أصحابها عن طريق الهاتف، لإيداع ملفاتهم ودفع تكاليف التأشيرة والخدمة التي تقدمها الشركة. وأكد القنصل العام الفرنسي أن هذا الإجراء الجديد في التعامل مع الطلبات يسمح بتوفير استقبال فردي لكل شخص على حدا بعد حصوله على موعد عن طريق الانترنيت أو الهاتف في أجل لا يتجاوز 72 ساعة بعد التسجيل في الموقع الإلكتروني للشركة وأن السفارة الفرنسية لجأت إلى خدمات العميل "فيزا فرانس" بسبب العدد الكبير من طلبات التأشيرة من قبل الجزائريين بالنظر إلى العلاقات التاريخية بين البلدين وقد سبق وأن لجأت إلى خدمات الشركة في كل من بكين وموسكو، وعند استقبال المعنيين في مقر الشركة يتولى المضيفون توجيههم إلى مكاتب إيداع الملفات والتي يقدر عددها ب33 مكتبا ثم التوجه إلى الشبابيك المخصصة لدفع تكاليف خدمة العميل وتكاليف التأشيرة، لتقوم الشركة بتحويل الملفات إلى القنصلية العامة لدراستها والبت فيها وإعادة جوازات السفر مجددا إلى الشركة في أظرفة مغلقة وهي العملية التي لا تتجاوز مدتها منذ تاريخ تسجيل الطلب على شبكة الأنترنيت إلى استلام الرد 10 أيام بعدما كانت تصل في الماضي إلى 30 يوما كما لا تتجاوز مدة إيداع الملف على مستوى الشركة ودفع المستحقات نصف ساعة لكل طالب تأشيرة. وخلال الزيارة التي وقف خلالها الصحفيون على مختلف مراحل استقبال وتوجيه أصحاب طلبات التأشيرة أكد كريستيان مارشنديز أن "فيزا فرانس" ومنذ فتح أبوابها في 5 أكتوبر الجاري تلقت 5259 طلب تأشيرة بمعدل 400 إلى 500 ملف يوميا توجهها إلى القنصلية العامة للنظر فيها، مرجحا أن تسمح هذه الخدمة الجديدة من رفع عدد التأشيرات الممنوحة للجزائريين لأن استقبال أصحاب الطلبات من قبل المضيفين وتقديم الشروحات الضرورية لهم بخصوص الوثائق المطلوبة أو الناقصة يسمح بتقليص نسبة الطلبات المرفوضة. وفي رده على أسئلة الصحفيين أكد القنصل الفرنسي أن باريس لا تتعامل وفق منطق "الكوطة" في منح التأشيرات للجزائريين وإنما حسب استيفاء الملفات للشروط، مشيرا إلى أن عدد التأشيرات الممنوحة للجزائريين خلال السنة الجارية لن يكون بعيدا عن العدد المسجل السنة الماضية أي في حدود 150 ألف تأشيرة من مجموع 200 ألف طلب وهو العدد الذي يعادل من وجهة نظره عدد التأشيرات التي تمنحها باريس لدول مماثلة للجزائر من حيث عدد السكان والعلاقات التي تربطها بفرنسا، مشيرا في الوقت نفسه إلى تراجع نسبة عدد الطلبات المرفوضة والتي تراجعت من 80 بالمائة سنة 2000 إلى أقل من 40 بالمائة حاليا، وهو ما فسره القنصل العام الفرنسي بنوعية الطلبات المودعة، كما لم يستبعد القنصل العام فتح مراكز جهوية لشركة "فيزا فرانس" في قسنطينة وعنابة ووهران مستقبلا في حال نجاح التجربة في قنصلية الجزائر العاصمة، ومعلوم أن صاحب الطلب يدفع حوالي 10 أورو إضافية نظير الخدمة التي تقدمها شركة "فيزا فرانس" إلى جانب تكاليف التأشيرة.