يعود الروائي الجزائري ياسمينة خضرا من جديد ليقدم للمكتبة العالمية روايته الجديدة الموسومة ب" فضل الليل على النهار" الصادرة مؤخرا عن منشورات "سيديا" بالجزائر في طبعة مميزة ضمن سلسلة " موزاييك وفي فرنسا عن منشورات " جوليار"، والتي اعتبرها النقاد من بين أهم الكتابات الصادرة خلال هذا الموسم، وهو ما أدى بصاحبها محمد مولسهول إلى انتقاد المؤسسات الأدبية الفرنسية التي اتهمها بإقصاء باكورته الجديدة من قوائم أهم الجوائز الأدبية في حوار خص به صحيفة "لو باريزيان" الفرنسية. في هذه الرواية التي جاءت في حلة أنيقة ضمن سلسلة " موزاييك" التي تخصصها دار سيديا للنشر إلى الروايات يحملنا ياسمينة خضرا إلى الغرب الجزائري في فترة حساسة أين كان الشعب الجزائري يعيش اضطهاد الاستعمار الغاشم، ليغوص بنا من خلال أسلوب كتابة اليوميات إلى نقل حقائق لا يمكن لظلام الليل أن يخفيها، عاشتها الجزائر في الفترة الممتدة بين 1930 و1962 تعتبر القصة شيقة رغم ماتحمله من حقائق مؤلمة ، بطل قصة ياسمينة خضرا هذه المرة هو الشاب " يونس" الذي يعيش مع عائلته بالغرب الجزائري ، والده يعمل بالزراعة ليعيل أسرته، ليأتي اليوم الذي تحرق أرضه ليدخل حينها في دوامة مع الحياة القاسية، فيضطر الفلاح إلى رهن أرضه و يغادر إلى منطقة تدعى " جنان جطو" لتزداد حالة العائلة سوءا فيترك الأب ابنه يونس عند عمه الصيدلي الذي يعيش مع زوجته الفرنسية جرمان،و هنا تشرق الشمس في حياة يونس الذي يلتحق بإحدى المدارس الفرنسية ليتعلم أبجديات القراءة و الكتابة، لكن تأتي الرياح بما لا تشتهيه السفن ،حيث يتم توقيف عمه الصيدلي المناضل ، ويضحى يونس أو" جوناس" كما كان يلقب يعيش في دوامة ، الظروف الصعبة التي كانت تميز حياتهم اليومية في ظل الاستعمار و حياته الشخصية إذ خفق قلب الشاب من أجل الفرنسية ايميلي التي كان من المستحيل أن يرتبط بها لأنه سبق و أن عرف والدتها ... فقد نلتمس من خلال قراءتنا للرواية أن المؤلف هو نفسه الشخصية الرئيسة للرواية أو هي بمثابة مذكرات الشاب يونس، خاصة عندما يتصفح القارئ نهاية الرواية التي يمكن أن يكون لها سلسلات أخرى، قصة الشاب يونس المتردد دائما في أخذ القرارات الحاسمة إلا بعد مرور أربع عشريات ،حيث ينتقل إلى "إكس أو بروفونس"للوقوف على قبر إيميلي و يلتقي هناك مع أصدقائه ليعود كل واحد منهم بذكرياته المليئة بالجراح ... رواية" فضل الليل على النهار" استهلت بمقولتين لألبير كامي وغابرييل غارسيا ماركيز جاءت في 517 صفحة من الحجم المتوسط ، تطرق من خلالها المؤلف إلى حقبة عزيزة على نفس كل جزائري عايش أحداثها بحلوها ومرها. تجدر الإشارة إلى أن محمد مولسهول يقيم حاليا بفرنسا و يدير المركز الثقافي الجزائري بباريس، ولد بالقنادسة ,بولاية بشار في 10/01/1955 كان ضابطا بالجيش الشعبي الوطني قبل أن يتركه ليدخل عالم الكتابة . يمضي أعماله الإبداعية باسم زوجته -ياسمينة خضرا-كتب القصة القصيرة ، السيرة الذاتية و الرواية البوليسية التي اشتهر بها، صدرت له أعمال كثيرة منها "حورية" ،" أمين " ، " بنت الجسر "، "القاهرة والزنزانة "، " عند الجانب الآخر من المدينة " ، " أولئك الذين يقتلون "،" الأحمق والسكين" ، " المهزلة"، " البياض وخريف الأحلام " بم تحلم الذئاب ؟" ، " الكاتب " ،" خداع الكلمات " و"خطاطيف كابول" وغيرها .