يتوجه اليوم نحو مائة مليون أمريكي نحو مراكز الاقتراع لانتخاب رئيسهم القادم من بين أحد المرشحين الديمقراطي باراك أوباما والجمهوري جون ماكين، في انتخابات تعتبر الأولى من نوعها من حساسيتها وتميزها بالأبواب المفتوحة أمام أول رئيس أمريكي أسود في تاريخ هذا البلد. وقد وصل سباق انتخابات الرئاسة الأمريكية إلى مرحلته الأخيرة أمس،حيث سعى كل من المرشحين أمس في آخر شوط من الحملة الانتخابية إلى كسب التأييد في ولايتي أوهايو وبنسلفانيا الرئيسيتين، وهما من الولايات الصناعية الرئيسية، وتشير آخر التوقعات إلى أن التنافس الشديد سيكون على ولايات يبلغ مجموع أصواتها نحو 90 في مقدمتها فلوريدا(27) وأوهايو (20) وميسوري(11) وكارولينا الشمالية(15) وإنديانا ومونتانا. وحسب آخر تقديرات الاستطلاعات ضمن أوباما الفوز بولايات يبلغ مجموع أصواتها في المجمع الانتخابي 219، وتميل لصالحه ولايات يبلغ مجموع أصواتها 81 صوتًا ، أما ماكين فيضمن بحسب الاستطلاعات ولايات يبلغ مجموع أصواتها 121 وتميل لصالحه ولايات مجموع أصواتها 36. وحسبما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، يرى مراقبون أنه في ضوء هذه النتائج نجح الديمقراطيون في الحفاظ على تقدمهم بمواصلة حملاتهم المكثفة في الولايات الحاسمة حتى اللحظات الأخيرة دون الركون إلى نتائج الاستطلاعات لتجنب أخطاء حملة 2004. إلا أن جون ماكين استطاع في الأيام الأخيرة أيضًا تضييق الفارق بينه وبين منافسه بفضل الانتفاضة الأخيرة لحملته ولكن المراقبين يرون أنها جاءت متأخرة نوعا ما وأن الفارق ما زال كبيرا على إمكانية التعويض في اليوم الأخير. وتسابق المرشحان على عرض ما وصفته بعض وسائل الإعلام بالمرافعات الأخيرة لهما بعقد أكثر من تجمع في الولاية الواحدة أمس الأحد وكان التركيز على اوهايو وبنسلفانيا. وقرر سناتور إيلينوي باراك أوباما تنظيم اجتماعات حاشدة ، كما ألقى خطب حماسية في مدن كليفلاند وكولمبوس وسينسيناتي المدن الثلاث الأكبر في أوهايو . وفي خطبه بمدن الولاية كرر أوباما دعوته لأنصاره للإقبال على التصويت من اجل التغيير وألا يعتقدون بأن السباق قد انتهى. كما أطلق إعلانًا جديدًا يؤكد فيه على العلاقة التي تربط بين ماكين ونائب الرئيس ديك تشيني الذي لا يحظى بالشعبية، والذي ترجع إليه اغلب قرارات البيت الابيض مأساوية في عهد الرئيس بوش. وكرر أوباما تأكيده على أن خطط الإصلاح الضريبي التي يطرحها تهدف لتخفيف الأعباء عن العائلات الفقيرة والمتوسطة ، مؤكدا أن الإعفاءات الضريبية سيتسفيد منها الغالبية العظمى من الشعب الأمريكي. واعتبر أن الخطط التي يطرحها ماكين لاتمثل تغييرا عن الوضع الحالي المتأزم. ويأتي الرهان على أوهايو باعتبارها الولاية التي منحت الرئيس بوش ولايته الثانية في انتخابات 2004، ويقول المعسكران إن السباق متقارب للغاية في هذه الولاية ولكن الأزمة الاقتصادية قد تصب في مصلحة أوباما خاصة وأنها من أشد الولايات تضررا منها، حيث فقدت 300 ألف وظيفة في مجال الصناعة خلال عشر سنوات. وفرض الاقتصاد نفسه على " المرافعات الأخيرة" في أوهايو لحاجة الحزب الديمقراطي لاجتذاب أصوات الشباب وخريجي الجامعات. بينما يراهن الجمهوريون على أن الوضع الاقتصادي لا يصب بالضرورة في مصلحة الديمقراطيين خاصة وأن الناخب المتردد قد لا يميل لتحميل حزب بعينه مسؤولية الأزمة. لكن مازال التفوق في التمويل في مصلحة الحزب الديمقراطي الذي تنتشر مكاتبه وينشط الآلاف من متطوعيه في ولايات الحسم. وفي المقابل مازال المعسكر الجمهوري متمسكا بالأمل في حشد أكبر عدد من قواعده الانتخابية للتصويت واجتذاب أصوات المترددين معتمدا على نهج مشابه لإستراتيجية كارل روف التي منحت بوش الولاية الثانية. ويقول ماكين إنه سيقاتل حتى النهاية وأعرب في التجمعات التي خاطبها الأحد عن ثقته في إمكانية تحقيق الفوز. كما خاطب تجمعات في بيتبرج وبنسلفانيا ونيوهامبشاير داعيا أنصاره إلى التصويت وقائلاً إنه سيفوز بمساعدتهم من أجل تحقيق التغيير. وركزت حملة ماكين في المرحلة الأخيرة على مهاجمة الخطط الضريبية لأوباما وإطلاق وعود التغيير الاقتصادي وخلق المزيد من الوظائف إضافة إلى التشكيك في خبرة المرشح الديمقراطي في التعامل مع قضايا السياسة الخارجية والأمن القومي، وكان من أبرز تصريحاته خلال لقاء مع الجماهير في نيوهامبشاير إنه سيبني 45 مفاعلا جديدا في إطار سياسة لتقليل الاعتماد على نفط الشرق الأوسط.