اعلن محمد سيداتي الوزير الصحراوي المكلف بالعلاقات مع اوروبا بالعاصمة الفرنسية باريس، أن وفدا برلمانيا اوروبيا توجه امس الى مخيمات اللاجئين الصحراويين والاراضي المحررة "تضامنا مع الشعب الصحراوي". وقال سيداتي امس، أن الوفد ضم ممثلين عن الحزب الاشتراكي وحزب الخضر واليسار الموحد الى جانب حزب المحافظين ويضم نوابا من جنسيات اسبانية وايطالية وبرتغالية. وينتظر ان يلتقي الوفد بمسؤولين في جبهة البوليزاريو والسكان الصحروايين الموجودين في مخميات اللاجئين وفي الاراضي المحررة "للاطلاع على الوضع السائد هناك ولتأكيد تضامنهم مع الشعب الصحراوي وكفاحه السلمي من اجل الحرية وتقرير المصير". واضاف سيداتي انه "اول وفد برلماني اوروبي يزور الاراضي المحررة سنة 2008 تأكيدا لتضامنه مع الشعب الصحراوي في الوقت الذي تمنع فيه السلطات المغربية الوفد الخاص للبرلمان الاوروبي من زيارة الاراضي الصحراوية المحتلة بصفة غير شرعية من طرف المغرب". وقال المسؤول الصحراوي انها "اشارة تضامن وفي نفس الوقت اهتمام بالمسألة الصحراوية من طرف هؤلاء البرلمانيين الذين سيعودون بتقارير لاطلاع زملائهم داخل الهيئات الاوروبية عن الوضع السائد في الصحراء الغربيةالمحتلة". واضاف سيداتي أن هذه الزيارة ستسمح ايضا ببحث الوسائل الكفيلة بتقديم مساعدة اكبر للشعب الصحراوي على مستواهم وعلى مستوى الهيئات الاوروبية سيما مفوضية الاتحاد الاوروبي". وأشار الى ان "الاتحاد الاوروبي يمنح مساعدة انسانية لكن للأسف هذه المساعدة تعرف تأخرا وغير كافية من حيث الحجم" . يذكر ان سيداتي شارك نهاية الاسبوع في ندوة جمعت نوابا من مختلف البلدان الاوروبية بقصر بوربون للجمعية الوطنية الفرنسية تحت عنوان "كيف يمكن لاوروبا المساهمة في الالتزامات المتخذة من طرف الاممالمتحدة للتوصل عبر المفاوضات الى تطبيق حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير. واكد سيداتي خلال مداخلته التي لخصت مناقشات الندوة ان "المسألة الصحراوية مسألة تصفية استعمار بحتة يرتبط حلها بممارسة الشعب الصحراوي لحقه في تقرير المصير" . واشار سيداتي الى "ان المزاعم المغربية لفرض حل احادي الجانب (مخطط الحكم الذاتي) وطريقته في خنق حق الشعب الصحراوي في الحرية و تقرير المصير تتعارض مع القانون الدولي. وحذا المسؤول الصحراوي حذو حوالي 20 متدخلا من بينهم فرنسيين وايطاليين واسبان وسويديين وبرتغاليين والذين طالبوا الاتحاد الاوروبي الى "تبني موقف اكثر حزما ازاء المغرب" في اطار الشرعية الدولية من اجل التوصل الى "حل تفاوضي للمسألة الصحراوية يقضي بحق شعب له الحق في العودة الى ارضه غير قابل للتفاوض". كما ندد النقاش على سبيل المثال باتفاق الصيد البحري المبرم بين المغرب والاتحاد الاوروبي الذي وصف بغير القانوني. ورأى سيداتي أنه يتعين على فرنسا "إدراج مسعاها ضمن مسعى منظمة الاممالمتحدة" و"تغيير موقفها طبقا للقانون الدولي""ليتسنى لباريس بالتالي المساهمة في اقرار السلم والاستقرار" . وذلك يصب كما قال السيد سيداتي في سياق مفهوم الرسالة التي اقترح النواب توجيهها الى الرئيس نيكولا ساركوزي". وعلى ضوء عرض قدمه رئيس البرلمان الصحراوي محفوظ علي بايبا الذي قاد الوفد الصحراوي في مفاوضات مانهاست بحثت الندوة مسار المفاوضات المباشرة التي جرت في منهاست بين جبهة البوليزاريو والمغرب تحت رعاية منظمة الاممالمتحدة. وذكر السيد محفوظ علي بايبا أن جبهة البوليزاريو قدمت "اقتراحات واضحة وبناءة" وقبلت بموقف الاستقلال الذاتي المغربي "كخيار من بين خيارات ثلاثة منها الاستقلال او الاندماج وليس كخيار وحيد شريطة أن يتم ذلك في اطار استفتاء لتقرير المصير وأن يتيح للمغرب 'في حالة ما إذا كانت نتيجة الاستفتاء الاستقلال فرصة ثمينة للتفاوض حول أسس علاقات استراتيجية بين البلدين في كل الميادين وعلى وجه الخصوص الاقتصادية والتجارية والامنية والاجتماعية منها". مؤكدا على "الموقف الجدي والسخي والشجاع الذي تحلى به الشعب الصحراوي" . وتأسف علي بايبا الذي جدد "التزام جبهة البوليزاريو بمواصلة المفاوضات" المباشرة مع المغرب لموقف المبعوث الاممي بيتر فان فالسوم المنعزل الذي "ينادي بالواقعية السياسية على حساب القانون الدولي" والذي "قام بتمجيد صريح لقانون القوة أمام قوة القانون". وفي ختام عرضه حول سير مسار المفاوضات قال علي بايبا أن "أوروبا وأوروبا المتوسطية وعلى وجه الخصوص فرنسا واسبانيا بالنظر الى مسؤولياتهما التاريخية في النزاع واستمراره بإمكانها المساهمة في تطبيق حق تقرير مصير الشعب الصحراوي". وتميز بحث مسار المفاوضات من قبل نواب مختلف البلدان الاوروبية بعرض تجارب شعوب أخرى كافحت من أجل حقها في تقرير المصير. وقدم التجربة الجزائرية خلال مفاوضات ايفيان عياشي سعيد عضو اللجنة الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي التي شارك وفد عنها بقيادة رئيسها السيد محرز لعماري يوم الاربعاء بباريس في اجتماع للتنسيقية الاوروبية لمساندة الشعب الصحراوي.