تأسفت جبهة البوليساريو للموقف المنحاز للرئيس الأمريكي جورج بوش المعبر عنه في رسالة إلى الملك المغربي محمد السادس، واعتبرت الجبهة أنه "سيكون من العار أن تدعم الولاياتالمتحدةالأمريكية موقفاً يخرق قرارات الشرعية الدولية، ويصادر إرادة الشعوب، ويقصي الحل الديمقراطي"، معتبرا بالمقابل أن تأثيره محدود جدا بحكم أنه سيغادر البيت الأبيض شهر نوفمبر المقبل. أكد الرئيس محمد عبد العزيز، الأمين العام لجبهة البوليساريو في تصريح للوكالة الصحراوية للأنباء أن هذا الموقف الأمريكي الذي عبر عنه الرئيس الأمريكي حسبما نقلته وكالة الأنباء المغربية "لن يغير قيد أنملة من المعطيات القانونية الواضحة لنزاع الصحراء الغربية". وأشار الرئيس الصحراوي إلى أنه "مهما كانت خلفيات ودوافع وحقيقة هذا الموقف، فإنه يسيء كل الإساءة إلى صورة الولاياتالمتحدةالأمريكية كمدافع عن حقوق الإنسان والشعوب"، وقال إن التصريحات التي أدلى بها الرئيس الأمريكي والتي وصفها ب" العدوانية" لا تؤثر اليوم ولا غد في مسيرة الكفاح الصحراوي، مضيفا في حوار أجرته معه القناة الأولى للإذاعة الوطنية أن موقف بوش يبقى محدودا جدا باعتبار أن هذا الأخير يستعد لمغادرة البيت الأبيض خلال أشهر قليلة. في هذا السياق، عبر محمد عبد العزيز عن أسفه شديد خاصة وأن كلام فالسوم يطابق موقف جناح في الإدارة الأمريكية حول النزاع الصحراوي، معتبرا ذلك تناقضا مع الموقف السابق الذي تبنته بعدم الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، مستدلا في ذلك رفضها توقيع اتفاقات الصيد البحري مع المملكة المغربية بالأراضي الصحراوية المحتلة. كما أوضح الرئيس الصحراوي أن موقف بوش حسب ما أوردته الوكالة المغربية يتناقض مع طبيعة الولاياتالمتحدةالأمريكية باعتبارها عضو في مجلس الأمن وتتحمل مسؤولية حماية السلم والأمن الدوليين وكذا تكفلها بحماية حقوق الشعوب في تقرير مصيرها، مشيرا إلى أن البوليساريو تشعر بخيبة أمل كبيرة لأن هناك تحايل في تطبيق اللوائح الأممية من جانب الحكومة الفرنسية والاسبانية، إضافة إلى جناح في الإدارة الأمريكية. وأكد الرئيس الصحراوي أن "القضية الصحراوية هي مسألة تصفية استعمار حسب ما نصت عليه اللوائح الأممية وهذه الرؤية تكرسه وجود البعثة الأممية المينورسو بإجراء استفتاء لتقرير المصير، وعليه يتم حلها عبر تمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال من خلال استفتاء حر، عادل ونزيه، في أجواء الشفافية والديمقراطية". وقال الرئيس محمد عبد العزيز إلى "أن الشعب الصحراوي مصمم اليوم أكثر من أي وقت مضى على الدفاع عن حقوقه المشروعة، بكل الطرق المشروعة، انسجاماً مع ميثاق وقرارات الشرعية الدولية، حيث لا زالت بعثة الأممالمتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية، المينورسو، لم تستكمل مهمتها بعد"، مؤكدا أن الصحراويين متشبثين بحقوقهم المشروعة وسيواصلون مسيرة الكفاح". من هذا المنطلق، جدد الرئيس الصحراوي التأكيد أن البوليساريو متمسكة بالعودة إلى الكفاح المسلح خاصة وأن المنظمة الأممية شرعت هذه الوسيلة للشعب الصحراوي للدفاع عن حقوقه، وأوضح أن هذا الحل يبقى قائما بكل جدية خاصة أمام العراقيل التي تضعها المملكة المغربية في وجه جهود السلام، قائلا إن " نحن لا نحب الحرب لكن إذا فرضت علينا سنذهب إليها للدفاع عن حقوقنا". وبالمقابل، ذكر محمد عبد العزيز أن البوليساريو رحبت باستمرار المفاوضات بصفة معمقة التي دعا إليها مجلس الأمن شهر أفريل الماضي من أجل إيجاد حل سياسي عادل يمكن الشعب الصحراوي من تقرير مصيره علما أن الجبهة قد قادت إلى حد الآن أربع جولات مع المغرب لم تسفر على نتائج ايجابية آخرها منتصف شهر مارس الفارط، مؤكدا أن الوفد الصحراوي لم يتلق من الأمين العام خبر توقيت عقد الجولة الخامسة، واعتبر أن الدخول في المفاوضات جاء من منطلق الإيمان بها وقال "لم نذهب إليها لربح الوقت وإنما من أجل تطبيق اللوائح الأممية، نحن جادين"، داعيا المغرب إلى رفع الشروط والإتيان بروح ايجابية خاصة فيما يتعلق باحترام حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير عن طريق إجراء استفتاء، مستشهدا بالسياسة التي تبنتها جبهة التحرير الوطني في كفاحها ضد الاستعمار الفرنسي التي تبنت الكفاح المسلح والسياسي من أجل انتزاع حرية الشعب الجزائري من خلال عقد عدة جولات من المحادثات مع الطرف الفرنسي.