ينطلق نهار اليوم المعلمون والأساتذة وجميع عمال التربية الوطنية، مع الأطباء العامين والأساتذة والأساتذة المساعدين في العلوم الطبية، وجراحي الأسنان، والصيادلة في إضراب وطني، من ثلاثة أيام، يتواصل لغاية نهار غد الاثنين، احتجاجا على ما وصفوه بالحقرة والتهميش والإقصاء الدائم للنقابات المستقلة، واللامساواة، وغياب العدالة الاجتماعية،والأبواب الموصدة لرئيس الحكومة وعدم استجابته للمطالب المهنية الاجتماعية، المرفوعة، في ظل التدهور الحالي الفظيع للقدرة الشرائية للموظفين. أكد صباح أمس مزيان مريان المنسق الوطني للنسيقية الوطنية لنقابات الوظيف العمومي، في ندوة صحفية، نشطها رفقة ممثلي سبع نقابات أخرى، أن المعلمين والأساتذة وعمال قطاع التربية الوطنية كلهم، والأطباء العامين والأساتذة والأساتذة المساعدين في العلوم الطبية، وجراحي الأسنان، والصيادلة سوف يدخلون بداية من نهار اليوم في إضراب وطني أقرته التنسيقية الوطنية لنقابات الوظيف العمومي، المشكلة من أربع نقابات من قطاع التربية الوطنية وخمس نقابات من قطاع الصحة، وذلك احتجاجا على ما وصفوه بالحقرة والتهميش والإقصاء الدائم لممثلي العمال الحقيقيين، الذين مثلما قالوا، هم قادة النقابات المستقلة في قطاع الوظيف العمومي، واللا مساواة، وغياب العدالة الاجتماعية، جراء الر فع الخيالي لأجور بعض الموظفين والمنتخبين، في إشارة منهم إلى الموظفين، المعينين بمراسيم رئاسية، وأعضاء البرلمان. مزيان مريان المنسق الوطني للنقابة الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي والتقني (سناباست)، وفي نفس الوقت المنسق الوطني لتنسيقية نقابات الوظيف العمومي أوضح في بداية حديثه إلى الصحافيين، أن هذا الإضراب مفروض من قبل السلطات العمومية، على النقابات المستقلة وكل الشرائح العمالية المذكورة، وأسبابه مثلما قال معروفة وهي : الحقرة، وحالات التهميش والإقصاء واللاعدالة ، والتمسك بسياسة الأبواب الموصدة. ولكي يوضح أكثر قال مزيان مريان : في 10 أكتوبر 2007 وجهت التنسيقية الوطنية لنقابات الوظيف العمومي رسالة إلى رئيس الحكومة، وفي جانفي نشرنا رسالة مفتوحة في الصحافة الوطنية إلى رئيس الجمهورية، وفي 14 أفريل وجهنا رسالة إلى رئيس الحكومة، وطلبنا مقابلته في 17 جويلية الماضي، إلا أنه مع الأسف رغم كل هذه الجهود والمحاولات، لم يكن لهذه الرسائل والجهود أي أثر، وظلت مطالبنا المهنية الاجتماعية معلقة، ولم يستجب لها حتى هذه اللحظة. وما يمكن قوله مثلما أضاف مزيان مريان أن الكرة الآن هي في مرمى السلطات العمومية. مزيان مريان الذي كان يتحدث باسم ثماني نقابات أمس أمام الصحافيين، استغرب الموقف الحالي للسلطات العمومية، وتساءل باستغراب أكبر عن سر هذا الصمت الذي يلازم السلطات العمومية، حيث قال : لماذا هذا الصمت، ولماذا سياسة الهروب إلى الأمام، وقال : رفضنا منذ سبتمبر 2007 شبكة الأجور الجديدة، وطالبنا بمراجعتها، ولم يتحقق ذلك، بل وأن المنح الجديدة التي تمنح لعمال التربية الوطنية تحسب حتى الآن على أساس الأجر الشهري القديم، لا الجديد، وبذلك يضيع كل عامل شهريا ما بين 5000 و 9000 دينار . وعاد مزيان مريان للتساؤل باستغراب عن السلوكات غير السوية، التي تتميز بها السلطات العمومية، وقال : لماذا هذه الحقرة، لماذا هذه اللاعدالة، كنا رفضنا شبكة الأجور شكلا ومضمونا ، من خلال رفضنا لقيمة النقطة الاستدلالية، المقدرة ب 45 دينار، والتي هي غير صحيحة، ومن خلال التصنيفات الجديدة، التي لا تستجيب لآمال وتطلعات العمال. كل هذه الأمور السابق ذكرها وفق ما جاء على لسان مزيان مريان هي التي حتمت على النقابات المستقلة وعمال التربية الوطنية والصحة الدخول في إضراب وطني، بداية من نهار اليوم ، وهم يأملون أن تتدارك الأمور، وأكد هنا أن المسؤولية تقع كلها على عاتق السلطات العمومية. ونشير إلى أن نقابة المجلس الوطني لأساتذة التعليم العالي (كناس)، التي هي من النقابات الفاعلة، قد تراجعت عن خيار الاحتجاج مع نقابات التنسيقية الوطنية، ولن تشارك في هذا الإضراب، لأنها مثلما قال مزيان مريان كانت جمدت نشاطها ضمن إطار التنسيقية في أفريل الماضي، وعليه سوف يكتفي قطاع التعليم العالي بمشاركة الأساتذة والأساتذة المساعدين في العلوم الطبية فقط، وقد أوضح الدكتور رضا جيجيك بشأنهم، أنهم سوف ينظمون تجمعا لكل الممارسين صباح آخر يوم من الإضراب (الاثنين)، بمستشفى مصطفى باشا الجامعي، وبمستشفيلت وهران، قسنطينة، عنابة، وعلى أن تنظم عقب ذلك جمعيات عامة للممارسين وللأساتذة والأساتذة المساعدين في العلوم الطبية، من أجل تقييم الإضراب واتخاذ القرارات المناسبة.