اختار الرئيس الأمريكي المنتخب باراك أوباما النائب الديمقراطي رام إيمانويل من ولاية إيلينوي لتولي منصب رئيس موظفي البيت الأبيض، فيما يستعد للاجتماع مع الرئيس جورج بوش يوم الاثنين المقبل لمناقشة عملية انتقال السلطة. وأكد أوباما قَبول إيمانويل بهذا المنصب ليكون بذلك أولَ الأسماء المعلنة من إدارته الجديدة. وإيمانويل كان مستشارا بارزا للرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون ويعتبر لاعبا أساسيا في سيطرة الديمقراطيين على مجلس النواب عام 2006. ومن المرجح أن يتحرك أوباما سريعا لتسمية فريقه الاقتصادي في وقت تواجه فيه البلاد أسوأ أزمة مالية منذ الكساد العظيم. ومن بين المرشحين لوزارة الخزانة رئيس بنك الاحتياطي الاتحادي بولاية نيويورك تيموثي غيتنر ووزير الخزانة السابق لورانس سمرز والرئيس السابق لمجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي) بول فولكر. أما منصب الخارجية فمن بين المرشحين له السناتور الديمقراطي جون كيري من ماساتشوستس والدبلوماسي السابق ريتشارد هولبروك والسناتور الجمهوري الذي سيترك مقعده بالشيوخ تشاك هيغل والسناتور الديمقراطي السابق عن جورجيا سام نان. ومع استمرار حرب العراق وأفغانستان، قد يفكر أوباما في الاحتفاظ بروبرت غيتس وزيرا للدفاع، وقد يفكر أيضا في ترشيح وزير البحرية السابق ريتشارد دينزيغ، وهو مستشار مقرب له. وفي غضون ذلك قال الرئيس الأمريكي جورج بوش إن عملية انتقال السلطة إلى خلفه باراك أوباما ستكون الأهمَ منذ أربعة عقود. وأضاف بوش إن طاقمه سيبدأ على الفور في إطلاع مستشاري أوباما على القرارات المتعلقة بالسياسات العامة وأعمال الوزارات الاتحادية المختلفة. وفي الوقت نفسه حذر بوش من تعرض الولاياتالمتحدة لهجمات في فترة تسليم السلطة, وقال "الإرهابيون لن يرغبوا في شيء أكثر من استغلال فترة التغيير هذه". وينتظر أن يعقد بوش وأوباما اجتماعا يوم الاثنين المقبل، وقال بوش إن اللقاء سيبحث عددا من القضايا من بينها الأزمة المالية والحرب في العراق. ويواجه أوباما تحديات صعبة وميراثا ثقيلا من المشكلات والأزمات التي ستتركها له إدارة الرئيس الحالي جورج بوش، بعضها داخلي يتعلق بالتأمين الصحي والضرائب والعجز الكبير في الموازنة فضلا عن الأزمة المالية العالمية، إلى جانب أزمات الشرق الأوسط وعلى رأسها الحرب في العراق وأفغانستان، والعلاقة مع إيران والصراع العربي الإسرائيلي. وسيتولى الرئيس المقبل للولايات المتحدة مهامه في 20 جانفي المقبل ولكن لا يمكن لباراك اوباما التمهل كثيرا فيما تمر البلاد بأسوأ أزمة اقتصادية منذ 1929 وتجد نفسها على شفا الكساد.