رام ايمانويل احد المقربين من اوباما وضع الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما في قمة أولوياته التحديات الاقتصادية التي تواجه بلاده، حيث بدأ في البحث عن شخصيات ذات خبرة تكون قادرة على معالجة الأزمة المالية المتفاقمة، وفي هذا الإطار، سارع إلى الاجتماع بمستشاريه الاقتصاديين المؤقتين الذين كان قد شكلهم خلال حملته الانتخابية. * وقد جعلت الأزمة المالية من منصب وزير الخزانة محوريا وأساسيا، باعتبار أنه سيشرف على توزيع خطة الانقاذ المالي التي خصصت لها 700 مليار دولار التي صادق عليها الكونغرس في اكتوبر الماضي. * وتتداول بعض الأسماء بعينها لخلافة الوزير الحالي هنري بولسون في هذا المنصب، من بينها بول فولكر (81 عاما)، وهو الرئيس السابق للاحتياطي الفدرالي، ولاري سامرز (54 عاما) وزير الخزانة بين 1999 و2001 في عهد الرئيس بيل كلينتون، وتيموثي غايتنر (47 عاما) رئيس فرع الاحتياطي الفدرالي في نيويورك منذ 2003. وأعلن وزير الخزانة في الإدارة الحالية عزمه على ضمان انتقال "هادئ وفاعل" مع فريق اوباما الاقتصادي، بما يخدم مصالح الأسواق ، وتشهد الولاياتالمتحدة والعالم منذ سبتمبر الماضي أكبر أزمة مالية منذ 1929، اتسمت بانهيار أسواق البورصة وشبه تجميد القروض للخواص والمؤسسات. * وكان أوباما قد شرع في تشكيل الفريق الذي سيقود البلاد خلال الأربع سنوات القادمة، وهو الفريق الذي يتوقع أن لا يتم الإعلان عنه قبل الأسبوع القادم. وفي أول خطوة، اختار أوباما أحد أقرب المقربين إليه في منصب أمين عام البيت الأبيض، ويتعلق الأمر بشخص يهودي الديانة يدعى رام إسرائيل ايمانويل (48 سنة). والأمين العام هو الشخص الأعلى في السلطة التنفيذية، ويلعب دور أعلى مستشار لدى الرئيس. وقد قوبل هذا الاختيار باستياء في بعض الأوساط العربية، بينما رحبت إسرائيل بذلك وخصصت له صحفها حيزا واسعا من ، والى جانب المناصب الاقتصادية، ما تزال المناصب السياسية قيد التداول، حيث عاد اسم جون كيري المرشح الديمقراطي الذي لم يحالفه الحظ في الفوز بمنصب الرئاسة في العام 2004، ليتردد بقوة في الصحف الأمريكية كخليفة لكوندوليزا رايس، إلى جانب اسم بيل ريتشاردسون الحاكم الديمقراطي لولاية نيو مكسيكو. وقالت صحف أخرى إن وزير الخارجية السابق في ولاية بوش الأولى كولن باول، مرشح لوزارة الدفاع أو التعليم، لكن الأخير قال في مقابلة انه لا يسعى ولا يتوقع أن يعرض عليه منصب وزاري في إدارة أوباما، وإنما ربما يساعد كمستشار". * وسيلتقي اوباما مع الرئيس الحالي جورج بوش، الاثنين المقبل، لمناقشة عدد من القضايا من بينها تلك الأشد إلحاحا على الساحة السياسية الأمريكية. وبدأ الرئيس المنتخب بتلقي معلومات استخباراتية سرية من وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي ايه" أثناء استعداده لتولي زمام السلطة، كما أجرى أول جلسة لاطلاعه على مسائل الأمن القومي . * ومن جهة أخرى، اتصل أوباما بقادة تسع دول حليفة للولايات المتحدة، وهي استراليا وبريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإسرائيل واليابان والمكسيك وكوريا الجنوبية. وذكرت التقارير الإخبارية أن محادثات اوباما مع هؤلاء تناولت الأزمة المالية والحرب في أفغانستان والتغير المناخي وبرنامج كوريا الشمالية النووي. * * من هو رام إسرائيل ايمانويل؟ * * رام إسرائيل ايمانويل الذي اختاره الرئيس الأمريكي الجديد أمينا عاما للبيت الأبيض، هو يهودي الديانة، ووالده بنيامين ايمانويل إسرائيلي الجنسية، وكان ينتمي إلى مجموعة "اتسيل" السرية اليهودية القومية المتشددة. وقد هاجر في الستينات مع عائلته إلى الولاياتالمتحدة وأقام في شيكاغو، وفي عام 1991 وخلال حرب الخليج الأولى تطوع رام ايمانويل، وهو يهودي الديانة، لفترة في إحدى القواعد العسكرية بإسرائيل. وفي 1997 أدى رام ايمانويل خدمة عسكرية في إسرائيل، حسبما ذكرت صحيفة "هآرتس"، بينما وصفت "معاريف" رام ايمانويل بأنه "رجلنا في البيت الأبيض".. انتخب ايمانويل المعروف بحزمه وفاعليته في مجلس النواب عام 2006، وكان من المهندسين الرئيسيين لاستعادة الديمقراطيين الكونغرس من الجمهوريين، مستخدما في سبيل ذلك مهارته كاستراتيجي سياسي، كما انه على اطلاع واسع بأروقة السلطة في واشنطن وبمفاصل البيت الأبيض، بعدما عمل فيه مستشارا سياسيا في عهد بيل كلينتون. ويعتقد أن من الأسباب التي دفعت اوباما إلى اختياره، معرفته بخفايا السلطة وكواليسها الغامضة في بعض الأحيان. ويعتزم الرئيس المنتخب توزيع الأدوار بينهما، بحيث يوكل إليه في البيت الأبيض دور "الشرطي الشرير"، فيما يلعب هو دور "الشرطي اللطيف" في معظم الأحيان. وسيلعب ايمانويل الذي يدعوه البعض "رامبو" في إدارة اوباما المقبلة دورا أساسيا في تمرير وتنفيذ جدول الأعمال الطموح الذي سيطرح على الكونغرس وما يتضمنه من إصلاحات لنظام الضمان الصحي والنظام الضريبي، كما على صعيد الطاقة ومكافحة الاحتباس الحراري.