أكد نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى "غوردن غراي"، أمس، أن واشنطن مستعدة لتسليم المعتقلين الجزائريين في غوانتانامو بمجرد انتهاء بعض الإجراءات، مضيفا من جهة أخرى، أن الجزائر حليف فعال وديناميكي في الحرب على الإرهاب، وأنها قادرة على ضمان استقرار منطقة شمال إفريقيا. تطرق غوردن غراي خلال الندوة المصورة" فيديو كونفرنس" التي نظمتها سفارة الولاياتالمتحدةالأمريكية في الجزائر بحضور برلمانيين، وأساتذة جامعيين إلى جانب الصحفيين إلى عدة محاور تشمل العلاقة بين الولاياتالمتحدةالأمريكية ومنطقة شمال إفريقيا وعلى رأسها الجزائر. وأوضح غراي في الكلمة التي ألقاها خلال الندوة أن الجزائر بتجربتها المتميزة في مكافحة الإرهاب تعتبر شريكا فعالا وديناميكيا للولايات المتحدة في هذا المجال، مضيفا أن محاربة الإرهاب يعتبر أحد الاهتمامات التي تتقاسمها واشنطن مع دول منطقة شمال إفريقيا خاصة بعد أن أصبحت هذه الظاهرة دولية تهدد أمن الجميع. واعتبر المتحدث أن انضمام الجماعة السلفية للدعوة والقتال إلى تنظيم القاعدة وتشكيلها لما يسمى بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي تفرض على بلدان المنطقة بذل المزيد من الجهود للتعاون مع الولاياتالمتحدةالأمريكية في هذا المجال. وفيما يخص ملف معتقلي غوانتانامو الذي تجري المفاوضات بشأنه بين الجزائروالولاياتالمتحدة،و التي تسعى واشنطن من خلالها إلى فرض بعض الشروط مقابل إطلاق سراح المعتقلين الجزائريين ال 25 ، أورد المتحدث أن بلاده مستعدة لتسليم هؤلاء إلى الجزائر فور انتهاءها من بعض الإجراءات التي وصفها باللوجستية، مضيفا أن العمل جار على قدم وساق في الحكومة الأمريكية من أجل غلق المعتقل تنفيذا لقرارات الرئيس الأمريكي جورج بوش عام 2005، مما يعني أن تحويل المعتقلين بات أمرا ضروريا، كما أن وفدا من الخبراء الأمريكيين زار المعتقل قبل عام تقريبا، حيث قدموا تقريرا جاء فيه أن كل الإجراءات اللازمة لإطلاق سراح هؤلاء المعتقلين قد تم اتخاذها، ولم يبق سوى تدقيق بعض التفاصيل، وأعرب المتحدث عن أمله في توفر كل الإمكانيات اللازمة لذلك قريبا. وتجدر الإشارة إلى أن الجزائر قد رفضت على لسان وزير العدل الطيب بلعيز الشروط التي عرضتها واشنطن عليها من اجل إطلاق معتقليها في غوانتانامو أما على الصعيد المغاربي فقد أكد المسؤول الأمريكي نية بلاده في دعم وجود مغرب مستقر أمنيا، متطور ديمقراطيا، وديناميكي اقتصاديا، مشيرا إلى الجزائر ستلعب دورا كبيرا في ضمان استقرار منطقة شمال إفريقيا خاصة وأنها عادت من جديد لتأكيد وجودها وقوتها وقدرتها على أن تكون بلدا قائدا في المغرب العربي، أما عن مشكل الصحراء الغربية، فقد عبر المتحدث عن أمله في حل هذه القضية التي دامت أكثر من 30 عاما بسبب الخلاف بين الأطراف المعنية، مؤكدا على ضرورة مواصلة المباحثات مع البوليساريو. وذكر المتحدث في معرض كلامه بالتعاون الاقتصادي بين الجزائروالولاياتالمتحدةالأمريكية مؤكدا أن العلاقة الاقتصادية بين البلدين تشهد تطورا كبيرا، وأن انضمام هذه الأخيرة على منظمة التجارة العالمية بعد استيفاء كل الشروط سيجعلها أكثر جلبا للاستثمارات الأمريكية، ودعا غراي بالمناسبة الطرفان الجزائروواشنطن إلى اكتشاف آفاق جديدة للتعاون بهدف تطوير العلاقات بين البلدين وإعطائها بعدا أعمق، خاصة وأن هذه العلاقات عريقة وآخذة في التطور على الرغم من الفتور الذي أصابها خلال الاحتلال الفرنسي للجزائر على مدى قرن كامل من الزمن. ومن جهة أخرى، نفى المسؤول الأمريكي أن يكون المشروع المتوسطي الذي دعا إليه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وما زال يثير الكثير من الجدل عائقا أمام المصالح الأمريكية في شمال إفريقيا، مشيرا إلى أن هذا الأخير سيسهم بشكل كبير في حل الكثير من المشاكل بين بلدان المنطقة، وهو ما يخدم أهداف التعاون المشتركة مع الولاياتالمتحدة.