علم أمس من مصالح وزارة الخارجية أن وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي سيقوم ابتداء من يوم غد الأربعاء بزيارة رسمية تدوم يومين إلى جمهورية تركيا تلبية لدعوة من نظيره التركي علي باباكان. وأفاد ذات المصدر أن هذه الزيارة تندرج في إطار تعزيز علاقات الصداقة والتعاون بين الجزائر وتركيا اللتان تعتبران هذه العلاقات "متميزة"، مضيفا أنه إلى جانب محادثاته مع نظيره التركي سيستقبل مدلسي من قبل رئيس الجمهورية التركية عبد الله غول ورئيس الجمعية الوطنية التركية الكبرى كوكسال توبكان. وأكدت الوزارة في هذا الشأن أن البلدين قد أعربا عن ارتياحهما "للتطور الكبير" الذي شهدته هذه العلاقات على الصعيد السياسي والاقتصادي والمالي والتجاري والعلمي والثقافي منذ زيارة الدولة التي أجراها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة إلى أنقرة شهر فيفري 2005 وأعقبتها زيارة الوزير الأول التركي إلى الجزائر شهر ماي 2006. وأوضح المصدر ذاته أن "هذه الحركية الرامية إلى تعزيز العلاقات السياسية بين البلدين ستسمح كذلك بتكثيف العلاقات الاقتصادية وتنويعها"، مؤكدا أن "المبادلات التجارية قد تطورت بشكل هام في السنوات العشر الأخيرة إذ بلغت في الأشهر التسعة الأولى من السنة الجارية حوالي ثلاثة مليارات دولار"، ولاحظت الوزارة حضورا "متناميا" لمؤسسات تركية في السوق الجزائرية في إطار الشراكة الاقتصادية بين البلدين. واستطرد المصدر يقول "إن هذا الاهتمام المتنامي بالجزائر قد تجسد من خلال الاستثمارات المباشرة التي باشرها رجال الأعمال الأتراك في مجالات مختلفة مثل الصناعة الغذائية ومواد البناء والتغليف وصناعة الأثاث ومواد التنظيف وغيرها وإنجازهم مشاريع اقتصادية واجتماعية بالجزائر علاوة على مشاركتهم في المناقصات المتعلقة أساسا بقطاعي البناء والأشغال العمومية والمحروقات". ويولي البلدان اهتماما خاصا بالبعد الثقافي والإنساني والتاريخي لعلاقات التعاون القائمة بينهما وهما يستذكران تقاسم الشعبين الجزائري والتركي تراثا ثريا وجب تثمينه، وخلصت الوزارة إلى التذكير بالمشاريع التي تم مباشرتها في هذا الإطار خاصة في إطار التعاون في مجالات أرشيف العهد العثماني و تعليم اللغة والحضارة العثمانيتين والدراسات الجامعية بالجزائر وتركيا والبرنامج الثلاثي للمبادلات في ميادين الثقافة والعلوم والتكنولوجيا".