استقبل وزير الشؤون الخارجية السيد مراد مدلسي أمس بأنقرة من قبل رئيس جمهورية تركيا السيد عبد الله غول، وجرى الاتستقبال بمقر الرئاسة التركية بحضور أعضاء الوفد الجزائري وسفير الجزائر بأنقرة السيد اسماعيل علاوة. وفي لقاء صحفي أكد وزير الشؤون الخارجية السيد مراد مدلسي ونظيره التركي السيد علي باباكان على العلاقات الممتازة القائمة بين الجزائر وتركيا. وأبرز السيد مراد مدلسي عقب المحادثات التي جمعتهما التطور "الجوهري" الذي شهده التعاون الثنائي والعلاقات "الممتازة" في مختلف المجالات مشيرا إلى إمكانيات التعاون بين الجزائر وتركيا مستقبلا. وأشار وزير الخارجية الذي وصف زيارته الرسمية إلى تركيا ب"المهمة" الى أن المحادثات التي أجراها مع نظيره التركي سمحت بتقييم التعاون في كافة المجالات. وأوضح أنه تم التطرق إلى أمن الأفراد والممتلكات بالإضافة إلى مسألة الإرهاب. وفي مجال التعاون الاقتصادي أكد السيد مدلسي أنه تم التطرق إلى شتى المجالات منها الطاقة والخدمات والقطاع المصرفي والصيد البحري وغيرها. وألح وزير الشؤون الخارجية على الجانب الثقافي والإنساني كون الشعبين بحاجة إلى التعرف وإعادة التعرف على بعضهما البعض. وذكر من جهة اخرى بزيارة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة إلى تركيا في 2005 والتي تلتها زيارة الوزير الأول التركي إلى الجزائر عام 2006 والتي توجت بالتوقيع على معاهدة صداقة وتعاون، مع الاشارة الى أن هذه المعاهدة تستمد جذورها من تاريخ البلدين. وأعرب السيد مدلسي عن ارتياحه ازاء "الروح الحميمية" و"القيم المتبادلة" التي تطبع العلاقات الجزائرية التركية مضيفا أن تواجده بتركيا يهدف الى تبليغ رسالة الرئيس بوتفليقة التي تقضي بجعل العلاقات بين البلدين علاقات مثالية. وفي سياق الحديث عن المسائل الدولية أشار السيد مدلسي إلى "المسعى المشترك وتطابق وجهات النظر بين البلدين اللذين يجمعهما تشاور مستمر". وأكد في هذا الصدد أن "تركيا والجزائر تدافعان عن مبدإ عالم يسوده توازن وتضامن أكبر مع الدول الاقل تقدما". من جهته أكد الوزير التركي للشؤون الخارجية السيد علي باباكان التطور "المتواصل" للعلاقات الثنائية والمبادلات الاقتصادية والتجارية بين البلدين مضيفا أنه بالإضافة إلى الاتفاقات التي وقعت هناك اتفاقات أخرى سيتم إبرامها في المستقبل. وذكر المتحدث أن هذه الاتفاقات تخص العديد من مجالات التعاون لاسيما السياسة والاقتصاد والدفاع والضمان الاجتماعي والتبادل الثقافي والتكوين وهو ما يفسر "زيادة" الاستثمارات التركية والشراكة مع المؤسسات الجزائرية. وفيما يتعلق بالجانب الثقافي أعلن الوزير التركي عن وضع برنامج للتبادل معتبرا أنه سيكون "قاعدة هامة" بالنسبة للعلاقات بين الشعبين. وعن سؤال حول استيراد الغاز والإتفاق الموقع مع الجزائر في هذا المجال أكد المسؤول أن هذا الإتفاق لا يزال ساري المفعول إلى غاية 2014. وكان وزير الشؤون الخارجية السيد مراد مدلسي قد اجرى أمس بأنقرة محادثات على انفراد مع نظيره التركي السيد علي باباكان وجرى اللقاء بمقر وزارة الشؤون الخارجية التركية. وكان وزير الشؤون الخارجية قد شرع امس في زيارة رسمية تستغرق يومين إلى تركيا بدعوة من نظيره التركي. وأكد السيد مدلسي لوكالة الانباء الجزائرية أن "هذه الزيارة تندرج بشكل طبيعي في إطار تطبيق معاهدة الصداقة والتعاون المبرمة( من طرف البلدين )بالجزائر سنة 2006) والتي تنص لاسيما على تكثيف المشاورات على جميع المستويات بما في ذلك المجال السياسي". وأضاف أنه "منذ التوقيع على معاهدة الصداقة هذه تسنى للعديد من المسؤولين من البلدين إجراء عدة لقاءات بمناسبة مؤتمرات دولية" مذكرا بأنه سبق لرئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة أن التقى بنظيره التركي السيد عبد الله غول على هامش أشغال ندوة دكار (منظمة المؤتمر الإسلامي) في شهر مارس الماضي. كما التقى رئيس الحكومة السابق السيد عبد العزيز بلخادم بنظيره التركي السيد إردوغان في إسبانيا خلال ندوة حول حوار الحضارات. واعتبر رئيس الديبلوماسية الجزائرية أن هذه اللقاءات تواصلت على المستوى الوزاري فيما يخص القطاعات المعنية أكثر بهذا التعاون سواء في الميدان الاقتصادي أو في مجال التعاون العسكري والقضائي. وصرح في هذا المنحى "لقد سجلنا بارتياح تبادل الوفود الوزراية" معتبرا أن "تركيا بلد يتسم بديناميكية كبيرة على الصعيد الاقتصادي ويتمتع بمكانة هامة في مخططات التنمية الهامة التي تطبقها الجزائر حاليا". كما أشار إلى أن هذا البلد يعد من ضمن المتعاملين التجاريين "الأكثر نجاعة" في حوض المتوسط وأن تركيا "ما فتئت تزداد تطورا سنة بعد سنة".