طالب البروفيسور مصطفى خياطي رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث، بوضع قانون لحماية الطفل يشرف عليه مختصون وقضاة، وكذا وضع مفهوم موحد للطفل، معتبرا في حوار ل "صوت الأحرار" أن هجرة الأطفال لا ترقى لأن تكون ظاهرة، وأنها مجرد حالات قليلة جدا، كما شدد المتحدث على ضرورة وضع برنامج للتدخل السريع في حالات اختطاف الأطفال مشيدا بدور الأمن الوطني في محاربة الظاهرة. ونحن نحتفل بالعيد العالمي لحقوق الطفل، هل حقوق الطفل الجزائري مصانة في الجزائر؟ في الحقيقة، أقول "أي حال عدت يا عيد بما مضى أم لأمر فيك تجديد"، ومادام عيد الطفولة، هو عيد عالمي لحقوقه، فإننا نتساءل عن مكانة الأطفال في مجتمعنا الجزائري، أعتقد أن الطفل في الجزائر لا يحظى بالمكانة التي تليق بهم على الرغم من أنهم يمثلون نسبة 43 بالمائة من الجزائريين، وعلى الرغم من أن هذا الرقم يوحي بوجود وزن معين، إلا أنه على الصعيد السياسي لا نجد أي وزن لفئة الأطفال، فهذه الفئة مهمشة. ما الذي ينقص الأطفال الجزائريين؟ وعلى سبيل المثال نجد أنه وعلى مستوى القانون الجزائري لا يوجد هناك تعريف محدد لماهية الطفولة، ففيما تعتبر بعض الجهات أن طفل هو من يكون أقل من 16 عاما، نجد أن القضاء والخدمة والوطنية يعتبران أن الطفل هو كل من لم يتجاوز سن الثامنة عشرة، بينما نجد أن السن القانوني للزواج هو 21 عاما، وعليه فإنني أطالب بوضع تعريف موحد لمعنى الطفولة، وهذا لا يكون إلا من خلال قانون خاص يتم وضعه، بحيث يتم فيه مراعاة كل الجوانب الخاصة بالطفل. ما هو أهم شيء سيتناوله هذا القانون في رأيكم؟ ومن هي الجهة المخولة بوضع مواد هذا القانون؟ أعتقد أن وزارة العدل كانت تنوي وضع قانون لحماية الطفولة التي تعاني من المشاكل، لكننا في القانون الذي نطالب بوضعه، نريد أن نجمع فيه كل الأطفال وليس فقط أولئك الذين يعانون من بعض المشاكل، على اعتبار أن كل الأطفال في حاجة على حماية، وليس من يتعرضون للخطر فقط، لهذا فإنني أرى أن وضع قانون شمولي لحقوق الطفل أمر واجب وضروري بالنسبة للجزائر، نحن نريد أيضا أن يشرف على وضع هذا القانون عدد من القضاة والمختصين في المجال من خبراء اجتماعيين، لأنهم أكثر إدراكا لشخص الطفل، وللقوانين، وهو مجال يصعب على غير المختصين الإلمام به. تم إحصاء 87 حالة اختطاف للأطفال خلال عام 2007، هل تعتقدون أن هذه الظاهرة أصبحت مستفحلة في المجتمع الجزائري؟ وكيف يمكن القضاء عليها؟ ظاهرة اختطاف الأطفال مازالت موجودة في المجتمع الجزائري، حيث تم خلال الثمانية والأربعين ساعة الماضية اختطاف ثلاثة أطفال واحد منهم في مسيلة، وقد تم تحريره، وآخر في تقرت وقد عثر عليه في حالة إغماء، أمام الثالث والذي لم يعثر عليه بعد إلى حد الآن، فقد كان في منطقة تيبازة. أعتقد أنم هذه الظاهرة ليست حكرا على الجزائر فحسب، بل إنها أيضا توجد في كل المدن الكبرى التي تقع فيها جرائم، وتحتوي على أناس مختلين، ومرضى نفسيا. كما أشير هنا إلى أن مصالح الأمن تبذل جهدها لمحاربة هذه الظاهرة، بدليل إقدامها على تحرير طفلين في أقل من 48 ساعة، لكننا في المقابل نطالب السلطات المعنية بضرورة إيجاد برامج خاصة للتدخل السريع مباشرة عقب الاختطاف لأن الساعات الأولى من اختطاف أي طفل هي ساعات حرجة، وتضع الطفل تحت خطر الاعتداء أو القتل. تم إحصاء 64 طفلا ضمن المهاجرين السريين، هل ترون أن هذه ظاهرة جديدة؟ أعتقد أن هؤلاء الأطفال الحراقة، لم يختاروا الهجرة عير الشرعية بمحض إرادتهم، بل إنهم كانوا برفقة إخوتهم، أو أهلهم، وعليه لا يمكن لنا بأي حال من الأحوال أن نصفها بالظاهرة.