تنطلق صبيحة اليوم بمدينة وهران أشغال الاجتماع الطارئ لمنظمة "أوبك" بحضور الرئيس بوتفليقة الذي يرتقب أن يلقي كلمة خلال الجلسة الافتتاحية، وقد تواصل توافد وزراء دول الأعضاء وغير الأعضاء إلى غاية ساعة متأخرة من مساء أمس وأجمعت جل تصريحات الأعضاء على ضرورة إقرار تخفيض هام في الإنتاج يتراوح بين 1.5 و2 مليون برميل في اليوم وأكدت السعودية بدورها أنها ستدعم تخفيضا قد يصل إلى 2 مليون برميل، فيما ضم الوفد الروسي 21 شخصا حسب تصريحات رئيس المنظمة شكيب خليل. عاش فندق "الشيراتون" بوهران طيلة نهار أمس على وقع وصول وزراء النفط لمنظمة البلدان المنتجة وذلك في ظل فوضى واضحة في التنظيم، بحيث تم في الفترة الصباحية الإعلان عن ندوة صحفية ينشطها نواب الوزراء وأخرى ينشطها الوزير الروسي، لكن دون أن يتم عقدهما، وقد وجد الصحفيون الذين تعدى عددهم ال250 صحفي بما في ذلك الأجانب، أنفسهم يبحثون لساعات طويلة على أبسط المعلومات سيما بعدما تم تحديد مجال تحركاتهم داخل الفندق وعدم السماح لهم الاقتراب من الوزراء. وقد اكتفى جل وزراء أعضاء المنظمة عند وصولهم بتصريحات مقتضبة دعموا خلالها ضرورة اتخاذ إقرار المنظمة خفضا هاما في الإنتاج قصد الوصول إلى استقرار السوق النفطية، بينما فضل البعض الآخر عدم الإدلاء بأي تصريح والتوجه مباشرة إلى مقر إقامته داخل الفندق، فيما وصل الرئيس بوتفليقة والطاقم الحكومي حوالي الساعة الثانية زوالا إلى الفندق حيث تم تناول وجبة الغذاء. وجدد رئيس المنظمة وزير الطاقة والمناجم شكيب خليل، في تصريحات له خلال الفترة المسائية، تأكيده على ضرورة اتخاذ المنظمة قرارا بإمكانه إعادة الأسعار إلى مجراها الطبيعي وتخفيض الاحتياطات العالمية من النفط إلى معدل 52 يوما بدل 57 يوما موضحا أن دول الأعضاء متفهمين بمدى أهمية هذا اللقاء في إعادة الاستقرار للسوق النفطية، وأوضح خليل أن نتائج اللقاء الاجتماع الذي عقدته لجنة المتابعة مساء أمس والتي تضم الامارات العربية، نيجيريا والكويت، ستؤخذ بعين الاعتبار في اجتماع اليوم مفندا في الوقت نفسه في رده على أسئلة الصحافة ما لجأ إليه بعض الخبراء السعوديين الذين أكدوا بأن السعودية ترى بأن 50 دولار سعر عادل للبترول، وذهب خليل في هذا السياق يقول "الملك فهد بن عبد العزيز شخصيا يرى أن سعر 75 دولار هو سعر عادل وأنا ليس لدي علم بهذه التصريحات"، وعن المشاركة الروسية في الاجتماع أكد رئيس "أوبك" أن الوفد الروسي يضم 21 شخصا. في هذا الإطار وخلال وصوله إلى فندق "الشيراتون" حوالي الساعة الرابعة ونصف من الفترة المسائية، صرح وزير النفط السعودي عبد الله النعيمي أن السعودية وهي أكبر المنتجين ب9 ملايين برميل في اليوم، تدعم إقرار خفض الإنتاج يصل إلى 2 مليون برميل في اليوم، وكان معظم الصحفيين ينتظرون تصريحات النعيمي سيما بعد رواج بعض المعلومات مفادها أن السعودية ستتحفظ على إمكانية إقرار تخفيض ب2 مليون برميل. من جهته، أكد وزير النفط الإيراني غلام حسين نوذري ،أن إيران مع تخفيض يتراوح بين مليون ونصف إلى مليونيين برميل في اليوم وذلك بهدف التوصل إلى الاستقرار في السوق، أما وزير الطاقة الفنزويلي رفاييل راميريز الذي وصل في الفترة الصباحية فرافع لصالح إقرار المنظمة تخفيضا يتراوح بين 1 و2 مليون برميل وشدد على ضرورة أن ينتهي الاجتماع المنعقد بالجزائر بقرار هام وقوي معلنا في الوقت نفسه دعمه لانضمام روسيا للمنظمة. نفس الشيء دعا إليه وزير النفط الكويتي الذي وصل إلى فندق "شيراتون" في ساعة متأخرة من مساء أمس الأول، حيث أكد على ضرورة الخروج من اللقاء بقرار يأخذ بعين الاعتبار التدهور الكبير الذي تشهده أسعار النفط، وبدوره رافع وزير النفط الأنغولي بوتيلودي فاسكو سيلونس، لصالح أن تكون الأسعار تتراوح بين 70 و75 دولار للبرميل. في سياق متصل، يرتقب أن يلقي الرئيس عبد العزيز بوتفليقة اليوم كلمة في افتتاح الجلسة، على أن يستضيف الوزراء فيما بعد في مأدبة غذاء.