أكد أمس شكيب خليل رئيس منظمة "أوبك" وزير الطاقة والمناجم، أن الاجتماع الذي ستعقده المنظمة غدا بمدينة وهران والذي يعتبر الثاني من نوعه بالجزائر بعد اجتماع 2004 المنعقد بالعاصمة، سينتهي إلى اتخاذ قرار هام يهدف إلى تخفيض المخزونات العالمية من النفط إلى معدل 52 يوما بدل 57 يوما ومنه التوصل إلى استقرار الأسعار التي يجب أن تكون بين 70 و80 دولار، ولم يستبعد المتحدث عقد لقاء آخر قبل مارس المقبل موضحا أن ما تنتظره "أوبك" من البلدان غير الأعضاء في المنظمة هو تخفيض حقيقي في الإنتاج يتضح أثره في الميدان معلنا أن روسيا هي التي أبدت رغبتها المشاركة في الاجتماع وأن "أوبك" تراهن بدورها على هذه الدول. بدأت الوفود الرسمية منذ مساء أمس في التوافد على فندق "شيراتون" بوهران حيث سيعقد اجتماع الدول المنتجة للنفط "أوبك" فيما يرتقب أن يصل اليوم جل الوزراء المشاركين، وموازاة مع ذلك نشط رئيس المنظمة شكيب خليل ندوة صحفية حضرها عدد معتبر من وسائل الإعلام الوطنية والأجنبية التي وصلت إلى مكان الحدث. وحسب خليل فإن الاجتماع الطارئ الذي تعقده المنظمة سيعكف على مناقشة كيفية تخفيض المخزونات العالمية من النفط والتي تعادل حاليا 57 يوما في وقت يجب ألا تتعدى 52 يوما حتى تكون الأسعار مستقرة وفي حدود 70 إلى 80 دولار للبرميل، ومنه يضيف بقوله، تحديد المدة التي يستغرقها هذا الخفض، فإذا أراد أعضاء المنظمة أن يكون أثرا للقرار في مدة لا تتعدى الثلاثة أشهر فعليهم إقرار تخفيض هام أما إذا أرادوا تخفيض معدل هذه المخزونات على مدى ستة أشهر أو سنة فبتم اتخاذ قرار أقل تأثيرا. وأكد المتحدث أن سنة 2008 شهدت انخفاضا في الطلب العالمي على البترول بما يعادل 200 ألف برميل يوميا مقارنة ب2007 بينما يرتقب أن يصل هذا الانخفاض إلى 500 ألف برميل يوميا سنة 2009 مقارنة بهذه السنة مرجعا ذلك إلى الركود الذي يعيشه الاقتصاد العالمي سيما في الولاياتالمتحدةالأمريكية وأروبا ناهيك عن المضاربة في سوق النفط. وشدد رئيس "أوبك" على أن القرار الذي سيُتخذ بالجزائر سيكون هام جدا لكنه واصل يقول "يجب أن نعرف أن معالجة المشكل لن يتم في اجتماع واحد بل ستكون هناك اجتماعات أخرى ونراهن كذلك على الدول المنتجة للنفط خارج المنظمة في استقرار السوق النفطية" موضحا أن "أوبك" مطالبة بضرورة الاتفاق على تحقيق استقرار حقيقي وليس اصطناعي للسوق. وفي رده على سؤال حول حضور روسيا ودول أخرى خارج المنظمة الاجتماع، أورد خليل بقوله "روسيا هي التي أبدت رغبة في المشاركة في الاجتماع ومساعدة المنظمة ونحن نقبل المساعدة" مؤكدا أن إنتاج هذه الدول من النفط كالنرويج والمكسيك سينخفض سنة 2009، فالمكسيك سينخفض انتاجها مثلا ب200 ألف برميل يوميا. ولم يشأ المتحدث الإعلان عن أي رقم فيما يتعلق قرار التخفيض الذي ستتخذه المنظمة واكتفى بالقول "حتى ولو كان لدي شخصيا رقم يُمثل رأيي لكنني لا أستطيع أن أُعلن عنه لأن المنظمة هي المسؤولة وهي التي ستتخذ القرار النهائي"، موضحا أن "أوبك" لديها المصادر والمعلومات الكافية عن السوق بحيث يشتغل في المنظمة ما يزيد عن 200 خبير يقومون بدراسات في مختلف المجالات بما في ذلك العرض والطلب والاحتياطي العالمي من النفط والمضاربة أو ما يسمى بالسوق غير الحقيقي. وحسب رئيس المنظمة فإن الاجتماع الذي عقدته "أوبك" بالجزائر العاصمة سنة 2004 انتهى إلى الاتفاق على خفض الإنتاج ب2 مليون برميل يوميا وهو اجتماع، يضيف، أعقبه اجتماع ببيروت أقر رفع في الإنتاج.