سهام.ب : أعلنت اسبانيا نيتها في عقد قمة مع الجزائر برئاسة عبد العزيز بلخادم ونظيره خوسي لويس رودريغاز ثاباتيرو خلال هذا الشهر لتباحث العلاقات الثنائية بين البلدين لاسيما في المجالين السياسي والاقتصادي، ويأتي هذا الاجتماع قبل الانتخابات الاسبانية التشريعية المرتقبة يوم 9 مارس القادم. أوضحت صحيفة "إمبرسيال" في موقعها الالكتروني أمس أن السلطات الاسبانية تستعد لعقد ثنائية مع الجزائر على مستوى رئاسة الحكومتين بين عبد العزيز بلخادم ونظيره خوسي لويس رودريغاز ثاباتيرو لتباحث العلاقات السياسية والاقتصادية ، مؤكدة أن الجزائر لم تبد تحمسها بعد لهذا الاجتماع علما أن معاهدة الصداقة وحسن الجوار بين البلدين الموقعة يوم 8 أكتوبر2002 بالعاصمة الاسبانية مدريد تنص على عقد قمة ثنائية سنويا. وتمر العلاقات بين مدريدوالجزائر بفتور نتيجة الاختلاف في أسعار الغاز الطبيعي الذي تستورده اسبانيا من الشركة والوطنية للمحروقات "سوناطراك" وهو النزاع الذي رفع إلى المحاكم الدولية بعد استحالة توصل الطرفين إلى حل ودي. ويأتي الحديث عن عقد هذه القمة في وقت تشهد فيه الدولتين موقفا متباينا تجاه قضية الصحراء الغربية، حيث تتمسك الجزائر بحل القضية الصحراوية وفق اللوائح الأممية ودعم حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره فيما تميل اسبانيا إلى مقترح الحكم الذاتي الذي تقدمت به الرباط وبالتالي التخلي عن استفتاء تقرير المصير للصحراويين. وكان رئيس الحكومة عبد العزيز بلخادم في ندوة صحفية نشطها الشهر الفارط على هامش مشاركته في ندوة حوار الحضارات بمدريد قد أكد تمسّك الجزائر بحل النزاع الطاقوي حول سعر الغاز الطبيعي الذي تسوّقه سوناطراك في إسبانيا عن طريق التحكيم الدولي من خلال شركة «غاز ناتورال» بسبب رفض هذه الأخيرة رفع السعر بنسبة تصل إلى 20 بالمائة على مرحلتين مثلما تطالب به الجزائر على خلفية ارتفاع أسعار البترول والغاز في السوق الدولية ، موضحا أن الخلاف القائم بين البلدين يتعلق ببند مراجعة أسعار الغاز الذي كان أقل تكلفة بكثير عند التوقيع على الاتفاق بين الطرفين فضلا عن أن العقد في حد ذاته ينص على بند مراجعة الأسعار ، مشيرا في المقابل إلى أن الخلاف لا يعني إخلال الجزائر بالتزاماتها في تأمين تموين اسبانيا بالغاز مثلما تضمن تموين فرنسا وإيطاليا والبرتغال ، كما نفى أي فتور في العلاقات بين الجزائرومدريد بسبب هذا الخلاف، مثلما يعتقد البعض. للإشارة هنا فإن الجزائر التي تقوم بتصدير ما يقارب 9 مليار دولار من الغاز الطبيعي سنويا إلى اسبانيا، طالبت السنة الماضية بمراجعة أسعار الغاز الذي تسوّقه سوناطراك في إسبانيا عن طريق شركة "غاز ناتورال" واقترحت زيادة بنسبة 20 بالمائة تطبق على مرحلتين، وهو ما يعني زيادة بدولار واحد لكل 27 متر مكعب من الغاز، لأن العقد بصيغته الحالية يسبب لسوناطراك خسائر تصل إلى 300 مليون دولار سنويا مثلما أكده مسؤولون جزائريون. على صعيد آخر، كان سفير المغرب في مدريد عمر عزيمان قد أكد لصحيفة "ألبيريوديكو دي كاتالونيا" أن هناك رغبة من طرف مدريد لعقد هذه القمة خلال شهر فيفري الجاري، وتعرف العلاقات الاسبانية مع المغرب وضعية متأزمة نتيجة الزيارة التي كان قد قام بها العاهل الاسباني الملك خوان كارلوس إلى مدينتي سبتة ومليلية في نوفمبر الماضي وسحب المغرب سفيره لمدة شهرين قبل إعادته في منتصف جانفي الفارط.