عرض رئيس الحكومة الاسبانية خوسي لويس رودريغاز ثاباتيرو وساطته بين الجزائر والمغرب لإعادة العلاقات التي وصفها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة ب"الجامدة" في ظل الحدود المغلقة، وقال ثاباتيرو إن "البلدين يستحقان اهتماما خاصا"، وأوضح أنه سيعطي دفعا قويا للعلاقات الاقتصادية مع الجزائر خصوصا فيما يتعلق بالملف الطاقوي، متعهدا بالمساهمة في حل القضية الصحراوية. أعلن ثاباتيرو عن تبني دور الوساطة بين الجزائر والمغرب في محاضرة ألقاها في معهد "ريال إلكانو" للدراسات الإستراتيجية الذي يساهم في وضع السياسة الخارجية الاسبانية،وقال في هذا السياق إنه سيعمل على تقريب وجهات النظر بين الطرفين خاصة وأن البلدين يستحقان اهتماما خاصا،ويأتي هذا الإعلان في وقت تشهد فيه العلاقات الجزائرية المغربية حالة من الجمود حسب رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الذي أكد في حوار مع جريدة العرب القطرية شهر أفريل الفارط أن الجزائر ليست لها القدرة على تحريكها من جانب واحد ليقول إنها "ما انفكت تبدي استعدادها، صادقة مخلصة، لتطوير علاقات التعاون بين البلدين، مع ترك معالجة مسألة تقرير مصير الصحراء الغربية لمنظمة الأممالمتحدة المسؤولة عن إيجاد حل عادل ومنصف لها". إلى ذلك أشار رئيس الحكومة الاسبانية حسب ما نقلته صحيفة "القدس العربي" إلى أنه سيساهم في إيجاد حل لقضية الصحراء الغربية، وأحدثت تصريحات ثاباتيرو للعب دور الوساطة مفاجأة المراقبين المهتمين بأوضاع المغرب العربي بحكم أنه يتقدم للوساطة في وقت تمر فيه العلاقات الاسبانية مع كل من المغرب والجزائر ببرودة واضحة، فثاباتيرو كان يرغب في لقاء الرئيس بوتفليقة قبل الانتخابات التشريعية الاسبانية إلا أن رئيس الجمهورية رفض ومتهما مدريد بالانحياز إلي الرباط في ملف الصحراء الغربية كما أن ثاباتيرو عجز حتى الآن عن إقناع العاهل المغربي الملك محمد السادس باستقباله، حيث فضل الملك عطلة مفتوحة بين آسيا وفرنسا منذ أكثر من شهر، وقال الصحافي والخبير في العلاقات المغاربية الاسبانية بيدرو كاناليس لا أدري إلي أي حد يمكن لثاباتيرو لعب دور الوساطة، قائلا إنه "يعتقد في البدء أنه يجب أن يرمم العلاقات الاسبانية مع كل من الرباطوالجزائر قبل التفكير في وساطة. وجاء كلام رئيس الحكومة الاسبانية خوسي لويس رودريغاز ثاباتيرو في سياق طرحه لتصور جديد بشأن سياسته الخارجية في التعاطي مع أمريكا اللاتينية والاتحاد الأوروبي وكذلك الولاياتالمتحدة علاوة علي العالم العربي حيث طرح مخططا مشتركا مع المغرب في مكافحة الأمية وتطوير مسار برشلونة رفقة فرنسا ومصر والتنسيق مع الجزائر في مجال تطوير العلاقات الاقتصادية لاسيما فيما يتعلق بملف الطاقة في أعقاب الأزمة التي يعرفها البلدان بعد مطالبة الجزائر برفع سعر الغاز ورفع القضية للتحكيم، إلى جانب فسخ السلطات الجزائرية عقدين للشركتين الاسبانيتين"ريبسول وغازناتورال"لاستغلال حقل قاسي الطويل بعد التأخر المسجل من قبلهما. وشملت المحاضرة تصورا للدبلوماسية الخارجية خلال الأربع سنوات المقبلة، وهذا يحدث لأول مرة بحكم أن الزعيم الاشتراكي كان خلال الولاية السابقة يولي أهمية كبيرة للسياسة الداخلية مثل إشكالية إقليم بلد الباسك وكاتالونيا وأهمل السياسة الخارجية الأمر الذي جلب له الانتقادات الكثيرة واتهمه البعض بالتفريط في موقع اسبانيا علي الساحة الدولية. وفي العرض الذي قدمه في المعهد المذكور وبحضور وزراء وسفراء والأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان، كشف ثاباتيرو في الفقرة المعنونة ب البحر الأبيض المتوسط والعالم العربي بأن البحر الأبيض المتوسط يعتبر جزءا مهما من تاريخنا، وحاضرنا وخاصة مستقبلنا، وأشاد بمبادرة" الاتحاد من أجل المتوسط" التي طرحها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والتي يرتقب الإعلان عنها بعد خمسة عشر يوما، حيث اعتبرها أنها "خلقت ديناميكية جديدة في المنطقة"، مبرزا أن سنة 2010 ستشهد الذكري ال15 لمسار برشلونة، وهذا يتطلب تأملا في مستقبل التعاون بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط.