دعا فيصل أوحدة رئيس جمعية مرضى السكري المصالح الاجتماعية للبلديات ضرورة التعجيل في عملية إعداد البطاقات المتعلقة بالمصابين بالداء السكري، كاشفا عن عراقيل بيروقراطية مستمرة وكبيرة تقف حاجزا أمام المعنيين وتحرمهم من اقتناء الدواء بالمجان، سيما و أن غالبيتهم ، مثلما ذكر ، من العائلات المعوزة وأن تكلفة الدواء تصل شهريا إلى المليون ونصف سنتيم. وأبرز رئيس جمعية مرضى السكري في تصريح ل " صوت الأحرار " أن 40 بالمئة من المصابين بهذا الداء المزمن لا يحوزون على بطاقة التأمين لاقتناء الأدوية بالمجان، ويعود السبب الرئيسي، حسب المتحدث، إلى العراقيل البيروقراطية الكبيرة والمستمرة التي يصادفها المريض على مدار الأيام السنة على مستوى مصالح الاجتماعية للبلدية التي أوكلت لها مهمة لأعداد هذه البطاقات بعدما كانت تعد على مستوى مديرية النشاط الاجتماعي التابعة لوزارة التضامن الوطني. وقال أوحدة فيصل " ثمة تهاون واستهتار كبيرين من طرف المصالح الاجتماعية للبلدية، فهم يستهزؤون بالمريض ولا يأبهون لوضعه الصحي والاجتماعي"، كاشفا أن من المرضى من لم يتحصل على بطاقته مع أنه أودع الملف على مستوى المصلحة منذ أكثر من سنتين ومنهم من وجد نفسه في ذهاب وإياب لأن ملفه في كل مرة يضيع، وآخرون يجدون أنفسهم في صراع مع المصلحة الاجتماعية ومديرية النشاط الاجتماعي، على اعتبار كل جهة ترمي المسؤولية في مرمى الجهة الأخرى. وذكر رئيس الجمعية أنه في السابق كانت عملية إعداد بطاقات المرضى على مستوى مديرية النشاط الاجتماعي التابعة لوزارة التضامن الوطني، وكانت الجمعية هي من تودع كل الملفات على مستوى هذه المديرية، غير أنه مؤخرا أوكلت المهمة لمصالح الاجتماعية للبلدية، متسائلا في هذا الشأن عن الأسباب الحقيقية والمباشرة التي دفعت بالجهات الوصية إلى تحويل عملية إعداد البطاقات على مستوى المصالح البلدية. وألح ذات المتحدث على السلطات المعنية ضرورة إعادة النظر في هذا القرار أو اتخاذ إجراءات جديدة عاجلة، من شأنها أن تعفي المرضى من داء البيروقراطية المستفحلة على مستوى إدارات البلدية والذي، كما أضاف، حال دون استفادة المصابين بداء السكري من البطاقات ودون افتكا كهم الحق في الاستفادة من الأدوية بالمجان سيما وأن وضعهم الاجتماعي جد مزري وأن تكلفة الأدوية تتجاوز المليون ونصف سنتيم شهريا. ورأى رئيس الجمعية أن هذه المشاكل البيروقراطية التي يصادفها مرضى السكري على مستوى المصالح الاجتماعية للبلدية جعلت مهام الجمعية يحيد عن برامجها الحقيقية ويبحث إلا عن الطرق الكفيلة بمساعدتهم على حيازتهم البطاقة، بقوله " من المفروض أن يكون دور الجمعية في تنظيم نشاطات متعلقة بالترفيه عن المرضى وتنظيم حملات التحسيس والتوعية ورحلات ومخيمات من شأنها أن تخفف عنهم وتبعد عن نفسيتهم عقدة النقص والتهميش والإحباط" ، بيد أن يضيف المتحدث " المشاكل البيروقراطية التي تصنعها البلديات والتي ارتبطت في كيفية الحصول على بطاقة لاقتناء الأدوية بالمجان دفعتنا في بعض الأحيان إلى الالتفاف إلا حول تسوية هذه المعضلة"، مكررا دعوته للجهات المعنية الوقوف وقفة جدية عند هذا المشكل و الرأفة بالمريض وعدم مضاعفة معاناته لأنه، كما قال،" غير قادر على تحمل مشقة إضافية " . وفي رده على السؤال المتعلق بالعدد الحقيقي للمصابين بداء السكري في الجزائر، أجاب فيصل أوحدة " إن وزارة الصحة قد أعلنت أن عدد المصابين بداء السكري لا يتعدى المليون نصف مريض بينما تقول أرقام أخرى أن عددهم يصل الثلاث ملايين "، مضيفا " ليس بحوزتنا أرقام حقيقية لعدد مرضى السكري لكن ثمة مسألة أخرى أن نسبة المؤمنين من بطاقة الاستفادة من الدواء بالمجان بناء على عدد منخرطي الجمعية البالغ 70 ألف منخرط تصل ال 60 بالمئة وأن غير المؤمنين تصل ال40 بالمئة "، وهي نسبة كما ذكر" ليست هينة تستدعي التفاتة جدية من طرف الجهات المسؤولة" . في حين أشاد فيصل أوحدة بدور الجمعية في احتواء متطلبات المرضى ، كاشفا أنها قد قدمت خلال سنة كاملة 3000قارورة أنسولين فضلا عن تنظيم رحلات ومخيمات وإعانات مناسباتية خلال شهر رمضان وزعنا على المحتاجين القفة ومع الدخول المدرسي مكننا بعض الأسر من أدوات مدرسية وفي عيد الأضحى استطعنا بمساعدات الخيرين أن تمد بعض الأسر بكميات متواضعة من اللحم " كاشفا في هذا السياق أن الجمعية ستستفيد خلال شهر جانفي من إعانة متمثلة في عدد من قارورات الأنسولين وسيتم مباشرة بعد استلامها توزيعها على المرضى بالمجان. هذا وانتقد رئيس جمعية مرضى السكري بعض الجمعيات الناشطة في الأمراض الأخرى ، متهما إياها بعدم أداء دورها وعدم الاهتمام بمرضاها، وقائلا " هذه جمعيات لا تؤدي أي دور ولا تقدم لمرضاها أي إعانات، و أعتقد أنه يجب أن تتجه نحو احتواء مشكل المرضى لأنهم بحاجة إلى إعانات معنوية قبل العينية " ملفتا إلى أن الجمعية يجب أن تلعب دورها للقضاء على شعور التهميش الذي يسيطر على المريض.