تمحور إحياء الذكرى ال15 لتأسيس الجمعية الجزائرية لداء السكري المصادف ل25 ماي حول موضوع ''التربية الصحية والوقاية من داء السكري''، حيث أكد المتدخلون خلال اليوم التحسيسي أهمية الوقاية من داء السكري وركزوا على طريقة الحياة الصحيحة للمصاب بالداء، كما شكل موضوع التحذير من البدانة لدى المصابين محورا آخر. أكد الخبراء خلال اليوم الإعلامي والتحسيسي حول الثقافة الصحية لمرضى السكري المنتظم مؤخرا بولاية بومرداس، أن الأشخاص المصابين بداء السكري لا يجب عليهم أن يعتبروا هذا المرض مصيبة، بل يتعين عليهم اتباع نظام معيشي من خلال التحلي بسلوكيات بسيطة وعقلانية، وأنه عليهم ترك الأفكار الخاطئة المتعلقة باتباع حمية غذائية صارمة، وأن يأكلوا دون أي إحساس بالحرمان، مشددين على ضرورة مكافحة عدم التحرك من خلال تعداد مزايا النشاط الرياضي المنتظم والمعتدل، محذرين من أخطار التبغ على الصحة. مرض السكري مرض مزمن وملازم للشخص مدى الحياة، لذلك ينصح المختصون بضرورة التعايش أو التأقلم معه من خلال سيطرة المصاب عليه والاستفادة منه كوسيلة لتنظيم الغذاء والوقاية من مضاعفاته الخطيرة، وذلك عن طريق التعلم والوقاية لمرضى السكري وللأصحاء كذلك، ''فلا أحد في منأى عن الإصابة بالسكري'' يقول الدكتور عبدي رشيد مسؤول دار السكري لبودواو، والذي حاضر مطولا عن خطر السكري وسبل الوقاية منه في مستهل أشغال اليوم التحسيسي. وتم خلال الندوة إعطاء معلومات عن مرض السكري وأعراضه ومضاعفاته وإمكانية الوقاية منه، مع التأكيد على ضرورة إجراء الفحوصات الطبية للسكري وضغط الدم للمواطنين مجانا، وتقديم الاستشارات الطبية ومناقشة المواطنين فيما يتعلق بهذا الداء وطرق علاجه، وتوزيع المنشورات والكتب التوعوية لهم، وهذا ما حدث فعلا خلال اللقاء المنظم لفائدة المرضى وذويهم ولجميع المواطنين، بحيث قدمت منشورات تحمل معلومات عامة عن داء السكري وسبل الوقاية منه، وأخرى تحمل إرشادات للمصاب لتوعيته بكيفية التعايش مع مرضه، وتحذره من مخاطر السمنة وإصابة الأرجل أو تدني البصر، وتلفت انتباهه إلى ضرورة مراجعة طبيبه المعالج دوريا. نظمت ورشة خاصة بقياس السكري مجانا للحضور في حملة جهوية للكشف عن الداء لقيت تجاوبا كبيرا من المواطنين. من جهة أخرى كشف بعض المواطنين ل''المساء'' عن مشكل الحصول على أدوية السكري الفئة الثانية الذي يعتمد على الأقراص والكبسولات في العلاج، بحيث يطرح مشكل عدم تعويض هذه الأدوية بالنسبة للمصابين الذين ينحدر أغلبهم من أسر محدودة الدخل بتراب الولاية، فهؤلاء يشترون أدويتهم من مداخيلهم الخاصة، ولا يمتلكون بطاقة العلاج المجاني، وبالتالي لا يمكنهم الحصول على أدوية بالمجان ولا حتى تعويضها، علما أن دواء واحدا يفوق سعره حدود 1500 دينار، ولذلك كانت إحد المطالب خلال اليوم الإعلامي الإقرار بضرورة مراجعة القوانين الخاصة بالأمراض المزمنة، وفتح المجال أمام المعالجين بالأدوية غير الأنسولين أو ما يطلق عليهم تسمية DID، وفي السياق أوضح لنا السيد كريم بن صالح عضو جمعية السكري بومرداس أن الولاية تحصي أكثر من 2000 مريض بالسكري من الفئة الثانية غير مؤمنين، وبالتالي لا يستفيدون من العلاج المجاني. ولذلك يقول ''نطالب الجهات المعنية بأن تجد آليات للتكفل بهذه الفئة، إذ هناك أسر بأكملها مصابة بالسكري من الفئة الثانية تضطر لشراء أدويتها''. للإشارة فإن المصابين بالسكري المعالجين بحقن الأنسولين يشكلون الفئة الوحيدة التي يمكنها الاستفادة من العلاج المجاني، مقابل شريحة واسعة من المعالجين بالأقراص ممن لا يستفيدون من مزايا. ويحتل داء السكري في الجزائر المرتبة الثانية للأمراض المزمنة المنتشرة بعد ارتفاع ضغط الدم الشرياني، وقد ارتفع معدل الإصابة بهذا الداء بشكل ملحوظ لدى الأكبر سنا، حيث ينتقل من 3,0 بالمائة عند الأقل من 35 سنة إلى 1,4 عند الأشخاص البالغ أعمارهم بين 35 إلى 59 سنة، ليصل إلى 5,12 بالمائة لدى شريحة العمر 60 سنة وما فوق، بحسب تحقيق وزارة الصحة في ,2006 والذي بين أيضا أن النساء أكثر عرضة لهذا المرض من الرجال (3,2 بالمائة عند النساء و9,1 عند الرجال)، كما أن النساء معرضات للإصابة بداء السكري خاصة بعد سن ال35 سنة، كما تسجل نسبة كبيرة للإصابة عند اللواتي بلغن سن ال60 وما فوق بمعدل 1,14 بالمائة مقابل 11 بالمائة عند الرجال، ويلاحظ نفس الفرق في الإصابة بين الجنسين بالوسط الحضري والريفي. كما يسجل المرض بصفة عامة انتشارا بالوسط الحضري أكثر من الوسط الريفي (6,2 المائة بالنسبة للمدن و5,1 بالمائة بالريف). كما ينتشر معدل الإصابة بداء السكري حسب مؤشر الحالة الاقتصادية للعائلات، حيث يسجل نسبة 1 بالمائة عند الفئات الفقيرة ويرتفع إلى 5,3 بالمائة عند العائلات الغنية. وتأتي منطقة الوسط الجزائري في مقدمة الإصابات المسجلة عبر القطر بنسبة 3,2 بالمائة تليها منطقة الغرب ب1,2 بالمائة.