أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) قتل ثمانية جنود إسرائيليين في كمين نصبته لهم في بيت لاهيا في اليوم ال14 للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. وفي غضون ذلك تجاهلت إسرائيل قرار مجلس الأمن الدولي الذي دعاها لوقف إطلاق النار على قطاع غزة، وواصلت عدوانها على القطاع، فقد أدى القصف الإسرائيلي إلى استشهاد 25 فلسطينيا منذ فجر أمس، وواصلت المقاتلات الإسرائيلية استهداف منازل الفلسطينيين، فيما أعلنت المقاومة الفلسطينية أنها واصلت تقدمها النوعي في ضرباتها الصاروخية على عدة أهداف إسرائيلية. وقد أعلنت الحكومة الإسرائيلية عزمها مواصلة عدوانها على قطاع غزة على الرغم من قرار مجلس الأمن الدولي الذي صدر فجر أمس ودعا إلى وقف فوري لإطلاق النار. وجاء القرار الإسرائيلي عقب الاجتماع الذي عقده مجلس الوزراء بعد ظهر أمس لتحديد الموقف من العمليات العسكرية في القطاع على ضوء التحركات الدبلوماسية الأخيرة. وقال مسؤول حكومي إسرائيلي إن المجلس اطلع على ملخص للمباحثات التي أجراها المبعوث الإسرائيلي إلى القاهرة عاموس جلعاد مع القيادة المصرية، كما اطلع على فحوى قرار مجلس الأمن رقم 1860. وأضاف المسؤول الإسرائيلي أن "الوزراء جددوا حق إسرائيل الكامل في الدفاع عن مواطنيها ومن ثم مواصلة الجيش لعملياته لبلوغ أهداف الهجوم المتمثلة في إحداث تغيير في الوضع الأمني في جنوب البلاد ومنع تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة". وحسب مصادر فلسطينية فإن 25 فلسطينيا استشهدوا منذ صباح أمس بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلية التي واصلت عدوانها على غزة جوا وبرا وبحرا. وقالت ذات المصادر أن المقاتلات الإسرائيلية لم تغب عن سماء القطاع، وشنت هجمات صاروخية عنيفة على العديد من المواقع فيه. كما استهدف قصف إسرائيلي منزلا لعائلة صالحة أسفر عن استشهاد ستة من أفرادها، كما استشهد ثلاثة آخرون وجرح 12 في قصف بالزوارق الحربية والطائرات الإسرائيلية على منطقة غرب الزوايدة وسط القطاع. وأكدت نفس المصادر أن القوات الإسرائيلية تستخدم قنابل الفوسفور الأبيض بغزارة في غزة لإحداث حرائق هائلة وزيادة الخسائر البشرية والمادية للفلسطينيين، كما أشار لتعرض بلدتي عبسان وخزاعة جنوب القطاع لقصف إسرائيلي عنيف بعد ظهر أمس. ورغم حلول موعد تهدئة الساعات الثلاث اليومية التي تبنتها إسرائيل فإن المقاتلات الإسرائيلية واصلت قصفها للقطاع، وقد نقلت صور لعدة غارات شنتها القوات الإسرائيلية خلال فترة التهدئة "المزعومة". وتوضح نفس المصادر أن إسرائيل منذ تبنيها لهذه التهدئة قبل ثلاثة أيام لم تلتزم بها، منوها إلى أن ثلاثة شهداء بينهم شقيقان وسيدة أوكرانية سقطوا بغارات جوية نفذت خلال تهدئة الساعات الثلاث. وبدورها نقلت الأممالمتحدة عن شهود قولهم إن الجيش الإسرائيلي قصف مطلع الأسبوع منزلا في غزة كان جنوده قد جمعوا 110 فلسطينيين ما أدى إلى مقتل ثلاثين شخصا، ما يرفع عدد الشهداء إلى نحو 792 شهيدا وقرابة 3300. وجاء في الإحصائية اليومية لوزارة الصحة في الحكومة المقالة أن من بين الشهداء 224 طفلا و92 امرأة، في حين بلغت نسبة النساء والأطفال من الجرحى 50%. وفي المقابل أعلنت قوات المقاومة أنها واصلت إطلاق الصواريخ على أهداف إسرائيلية رغم مرور 14 يوما على العدوان الإسرائيلي المتواصل. وقالت كتائب عز الدين القسام الجناح المسلح لحركة حماس إنها قصفت وللمرة الأولى قاعدة "تل نوف" الجوية الإسرائيلية التي تبعد عن القطاع 45 كلم. كما أعلنت الكتائب في بيان لها قصفها لمستوطنة "العين الثالثة"، وأضافت في بيان آخر أنها قصفت مدينة المجدل بصاروخي غراد، كما أعلنت قصفها بلدة سديروت بصاروخي قسام، وقصف مدينة بئر السبع بصاروخي غراد. وقالت القسام إن مقاتليها اشتبكوا مع قوة إسرائيلية راجلة متوغلة شمال غرب بيت لاهيا، وفجروا بها عبوتين ناسفتين مضادتين للأفراد. وبدوره قال جيش الاحتلال إن عشرين صاروخا فلسطينيا على الأقل سقطت أمس على جنوب إسرائيل، فيما أكدت المقاومة أنها أطلقت ثلاثين صاروخا على أهداف إسرائيلية. واعترف جيش الاحتلال بمقتل عشرة من جنوده وإصابة 107 منذ بدء العدوان، وقال إن من بين القتلى ضابط في لواء غولاني (وحدة النخبة في الجيش) في اشتباك مع مقاومين شمال قطاع غزة وجنديين آخرين أحدهما في سلاح المدرعات عاجلته نيران قناص فلسطيني عندما أطل برأسه من الدبابة في مدينة غزة، والثاني سقط بصاروخ مضاد للدبابات. وقالت الإذاعة الإسرائيلية العامة إن الناطق العسكري الإسرائيلي سمح لمستشفى سوروكا، وهو المستشفى المركزي في جنوب إسرائيل، بنشر أنه استقبل يوم الخميس 13 جنديا أصيبوا في العملية العسكرية في قطاع غزة.