غزة تذبح من الوريد الى الوريد، ولا من مغيث يغيثها،هي اليوم كربلاء في عاشوراء الألفية الثالثة التي ينحر لها مجرم الحرب ايهود اولمرت القرابين المتمثلة في رؤوس اهلنا الذين تقاعسنا عن نصرتهم ،بعد ان حصلت"اسرائيل"على الضوء الامريكي الاخضر لشن حرب هجومية على لحسم جولات هجومية سابقة فشلت امام الصمود الفلسطيني من تحقيق اهدافها .. و ترى الولاياتالامريكيةالمتحدة بعقل لا روح فيه أن الخطط الإسرائيلية بشن عملية عسكرية واسعة في قطاع غزة مسالة "دفاع عن النفس" لا يحق سوى لدولة "إسرائيل" اتخاذ القرارات بشإنها وتوقيت انطلاقها ومستوى القوة التي تستخدم فيها طالما تندرج في اطار "ألأمن القومي".. و"اسرائيل" تواصل تنفيذ مخططها الدموي و رئيس الوزراء ايهود اولمرت ينقذ دون انقطاع ما اعلنه بوقاحته المعهودة عن الهجوم الشامل عبر قنوات اعلامية وهو يبلغ أعضاء البرلمان ان "الجيش الاسرائيلي "يعد لعملية عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة بعد عمليات التوغل التي خلفت العشرات او المئات من الشهداء الفلسطينيين.. واطمأنت "إسرائيل" لتهيئة الرأي العام العالمي من أجل أن يتقبل مجازر جديدة.. ولاشيء لدى المجتمع الدولي للتعليق على الهجوم العدواني او رفض ممارساته ألتي جعلت من ألطفولة هدفا لها، و حتى الأممالمتحدة اكتفت بتعليقات لاتغني من جوع على العمليات العسكرية الاسرائيلية الوحشية وادارة البيت الابيض وضعتها في اطار ما تسميه ب"حق اسرائيل في الدفاع عن النفس" باعتبار ان" اسرائيل دولة تتمتع بالسيادة" وهي لا تسعى اصلا للحصول على اذن الولاياتالمتحدة للتحرك "دفاعا عن نفسها ". وادارة البيت الابيض بطبعها لا تعطي ضوءا احمر او برتقاليا او اخضرا ل"اسرائيل" التي تعرف ماتفعل وفي أي وقت تختار دون الرجوع الى احد. و لاتسمح الولاياتالامريكيةالمتحدة بمنطق العودة الى شركائها في اللجنة الرباعية للشرق الاوسط التي تضم الاتحاد الاوروبي وروسيا والامم المتحدة في القيام بمبادرة دبلوماسية لابد منها في ظل عدوان عسكري مدمر لدعوة الاسرائيليين والفلسطينيين على السواء لايقاف عدوانيات من شأنها زيادة التوترات في منطقة الشرق الاوسط . ومازال المبرر الاقوى الذي تتمسك به حكومة"ايهود اولمرت" هو ذلك المبرر القديم-الجديد في تدمير غزة في العدوان السابق فقد ربط "اولمرت" التهديدات الاسرائيلية بشن عملية عسكرية واسعة النطاق بالرد على صواريخ القسام التي تطلقها فصائل مسلحة تابعة لحركة المقاومة الاسلامية "حماس"صوب مستوطنات غير شرعية في أراضي الحق الفلسطيني . "اسرائيل" تبررجرائمها المتتالية ضد الشعب الفلسطيني ألآعزل في دائرة حصار الجوع القاتل ، والعرب ليس لديهم المبرر لنصرة شعب يذبح في غزة امام انظار الإنس والجان.. !!!