تواصل فرق الإنقاذ في قطاع غزة بحثها بين ركام المنازل المهدمة لانتشال جثامين شهداء محتملين بعد اكتشاف عشرات الجثث تحت الأنقاض مع تكشف هول الدمار. ويسود هدوء حذر غزة غداة سريان وقف إطلاق النار المعلن من الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، في وقت استأنف فيه الاحتلال أمس إعادة نشر جنوده في القطاع، بينما نفت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إضعاف قدراتها الصاروخية والعسكرية، وقال مسعفون طبيون إنه تم انتشال جثث 15 طفلا وامرأة من بين ركام منزلهم الذي دمر جراء العدوان الإسرائيلي على غزة. يأتي ذلك بعد يوم من انتشال مائة جثة تحت الأنقاض في أماكن متفرقة من غزة بعد وقت قليل من سريان وقف إطلاق النار الذي أعلنته إسرائيل من جانب واحد، وبذلك وصل عدد الشهداء إلى 1300 بينهم 410 أطفال (32%) و104 سيدات (8%)، أما الجرحى فقد وصل عددهم 5340 منهم 1855 طفلا (35%) و795 من النساء (15%). وقال مدير الإسعاف والطوارئ بقطاع غزة معاوية حسنين إن معظم الجثث التي تم العثور عليها لأطفال ونساء وكهول، وأضاف أنه تبين لفرق الإسعاف أن عددا من الشهداء تم إعدامهم. كما كشفت الساعات التي أعقبت إعلان تل أبيب وقف إطلاق النار، حجم الدمار الهائل الذي ألحقه العدوان الإسرائيلي بالبنية التحتية للمدن الفلسطينية، وقد قدرت هيئة الإحصاء الوطني الفلسطيني الخسائر الاقتصادية الأولية بأكثر من 1.6 مليار دولار، مضيفة أن العدوان الإسرائيلي هدم نحو أربعة آلاف مبنى سكني وسواها بالأرض إضافة لأضرار كبيرة لحقت بحوالي عشرين ألف منزل. في هذه الأثناء أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس أن 48 من عناصرها استشهدوا في الحرب على غزة بينهم استشهادي واحد، وقال المتحدث باسم كتائب القسام أبو عبيدة في مؤتمر صحفي في غزة إن الكتائب أطلقت نحو تسعمائة صاروخ وقذيفة ضد المستوطنات الإسرائيلية، مشددة على أن قدراتها الصاروخية لم تتأثر في هذه الحرب وأنها في تطور وازدياد ولن تتأثر بالإجراءات التي ستتُخذ لمنع التهريب. مشيرا إلى مقتل 49 جنديا إسرائيليا وجرح المئات بشكل مباشر على أرض المعركة، وأنه متيقن من مقتل عدد آخر في عمليات أخرى لم يستطع مقاوموها خلالها رصد خسائر "العدو". أما سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين فقالت أمس إن 34 من عناصرها استشهدوا في العملية العسكرية الإسرائيلية. وأوضحت "من بين الشهداء اثنان من وحدة الاستشهاديين التي جهزت لشن عمليات فدائية ضد القوات الإسرائيلية"، وفي المقابل اعترفت إسرائيل بمقتل 13 شخصا فقط بينهم عشرة جنود، بالإضافة إلى إصابة أكثر من مائتين آخرين منذ بدء عدوانها يوم 27 ديسمبر. وذكر الناطق العسكري أن 51 جنديا و13 مواطنا إسرائيليا ما زالوا يرقدون في المستشفيات للعلاج من جروحهم وبعضها خطيرة، وتأتي هذه التطورات في وقت استأنف فيه الاحتلال أمس إعادة نشر جنوده في القطاع، وذكرت مصادر عسكرية إسرائيلية أنه سيتم سحب القوات بشكل تدريجي من القطاع وأن الانسحاب سيستكمل في فترة وجيزة نسبيا، وأضافت أن الجيش الإسرائيلي سينشر في أماكن سماها مواقع مفصلية وحدات نظامية ًعلى امتداد الحدود مع القطاع تحسباً لأي تصعيد جديد من جانب حماس بحسب هذه المصادر.