مع سريان وقف إطلاق النار، بدأ العالم يتكشف هول المأساة التي خلفتها قوات الاحتلال بين أطلال المنازل المدمرة حيث عُثر على نحو مائة جثة تحت الأنقاض في أماكن متفرقة، وقد بدأ سكان غزة يعاودون أمس الظهور في شوارع القطاع المغطاة بالأنقاض والدمار لانتشال شهدائهم وفحص منازلهم المحطمة بعد 22 يوما من عدوان إسرائيلي بربري وحشي لاقى تنديدا في مختلف أرجاء العالم. الساعات التي أعقبت إعلان وقف إطلاق النار كشفت دمار وخراب وجثث تحت الأنقاض .. مجرمو العصر يرتكبون أفظع المجازر بحق شعب أعزل وحاول الأطفال إنقاذ الحقائب المدرسية والكراسات الممزقة فيما جلست السيدات يبكين فوق ركام منازلهن غير قادرات على الحديث جراء الحزن الشديد.كانت أخريات تفتش الأنقاض ليجمعن المتعلقات العزيزة على قلوبهن في حقائب بلاستيكية. وبدأت العائلات التي هجرت من بيوتها جراء العدوان الإسرائيلي في العودة إلى إحياء يمكن التعرف عليها بالكاد لمعرفة من نجا ومن استشهد. وقد أكدت منظمات دولية وأطباء غربيون استخدام إسرائيل خلال عدوانها على غزة أسلحة محرمة دوليا. وطالبت جهات دولية بإحالة قادة الاحتلال الإسرائيلي إلى محكمة دولية لمحاكمتهم على جرائم الحرب والإبادة التي ارتكبوها في غزة بحق الأطفال والنساء. كما دعا عدد من الهيئات الدولية ومن بينها وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في غزة إلى إجراء تحقيقات بعد استشهاد الأطفال والمدنيين في الغارات الإسرائيلية الوحشية التي استهدفت الأماكن المكتظة بالسكان ومؤسسات ومدارس تابعة للأمم المتحدة. من جهة أخرى واصلت الطائرات الإسرائيلية التحليق بسماء قطاع غزة في طلعات استطلاعية، وسط هدوء حذر بين سكان القطاع بعد أن أعلن الجيش الإسرائيلي وفصائل المقاومة الفلسطينية وقف إطلاق النار، وقالت مصادر إعلامية إن سكان القطاع مازالوا حذرين ويخشون عمليات اغتيال من الممكن أن تنفذها الطائرات الإسرائيلية في حق ناشطي المقاومة، كما يخشون عودة دبابات جيش الاحتلال إلى التوغل من جديد بالمناطق التي انسحبت منها. يشار إلى أن عدد الشهداء وصل الى 1300 بينهم 410 أطفال (32 بالمئة ) و104 سيدات (8 بالمئة). أما الجرحى فقد وصل عددهم 5340 منهم 1855 طفلا (35 بالمئة) و795 من النساء 15 بالمئة وفي أعقاب قرار وقف إطلاق النار، قال مدير الإسعاف والطوارئ بقطاع غزة معاوية حسنين إنه تم اكتشاف عدد من الجثث معظمها لأطفال ونساء ، وأضاف أنه تبين لفرق الإسعاف أن عددا من الشهداء تم إعدامهم. كما كشفت الساعات التي أعقبت إعلان تل أبيب وقف إطلاق النار، حجم الدمار الهائل الذي ألحقه العدوان الإسرائيلي بالبنية التحتية للمدن الفلسطينية. وقد قدرت هيئة الإحصاء الوطني الفلسطيني الخسائر الاقتصادية الأولية بأكثر من2 مليار دولار، مضيفة أن العدوان الإسرائيلي هدم نحو أربعة آلاف مبنى سكني وسواها بالأرض إضافة لأضرار كبيرة لحقت بحوالي عشرين ألف منزل. كما قالت القناة العاشرة للتلفزيون الإسرائيلي إن جزءا من القوات وبينها المدرعات التي توغلت بالقطاع منذ 15 يوما، أصبحت خارج القطاع ووضعت في حالة تأهب للعودة والتوغل إليه. وعزا مراقبون سرعة خروج قوات الاحتلال من غزة لخشيتها من التعرض لهجمات من المقاومة، معتبرين أن بقاء هذه القوات يجعل استهدافها مشروعا بهجمات عسكرية وفقا للقانون الدولي.