رئيس الوزراء التركي طيب رجب أردوغان مصر على فضح حكام العرب وتعريتهم، فما قام به في منتدى دافوس كان صفعة قاسية لعمرو موسى أولا الذي يمثل الجامعة العربية، فعندما قرر أردوغان أن يواجه المجرم الأفاك شيمون بيريز بحقائق المحرقة الصهيونية في غزة كان يقوم بالدور الذي من المفترض أن يلعبه عمرو موسى القاعد الخانع، وبذلك لم يعد لوجود موسى في تلك الجلسة أي مبرر فضلا عن كونه تجاوز حدوده عندما ذهب ليجلس إلى جانب المجرم باسم العرب معتقدا أن جميع العرب لهم موقف مشابه لموقف حسني مبارك وجماعته من العدوان على غزة، ثم إن أردوغان وضع موسى في موقف مخز عندما احتار في أمره، هل يغادر القاعة أم يجلس فقام وصافح أردوغان فيما بدا أنه تحية له على موقفه ثم عاد وجلس بإشارة من خادم الإدارة الأمريكية بان غي مون، وهكذا بدا موسى ممثلا أمينا لأنظمة العار العربية التي تقول لأردوغان وأمثاله إذهبا أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون، وقد عاد موسى وقعد وسيسجله التاريخ إلى الأبد مع القاعدين. الفضيحة الأخرى هي ما قاله أردوغان في مداخلته متوجها بكلامه إلى بيريز فقد قال بالحرف "طلبت من أولمرت إطلاق سراح البرلمانيين والوزراء ( من أعضاء حماس )، فرد قائلا عباس يغضب لو فعلنا هذا، فقلت له إذن أطلق الأسرى العاديين فقال إذا تركتهم تعرض محمود عباس لأزمة ثم وجدت بعد هذا اللقاء قتل الناس بدون هوادة في غزة"، وهذا يؤكد مرة أخرى أي صنف من الناس يسيطر على السلطة الفلسطينية اليوم، وحديث تواطؤ عباس على الشعب الفلسطيني في غزة ومشاركته في الجريمة الصهيونية أصبحت اليوم أوضح من أن تحتاج إلى دليل، وبقي على الشعب الفلسطيني أن يعرف كيف يتخلص من الخونة المتآمرين على قضيته. عاد أردوغان إلى اسطنبول دون إبطاء ووجد في انتظاره آلاف الأتراك الذين وصلوا الليل بالنهار ليحملوه على الأكتاف، فأي حاكم عربي يأمن على نفسه من شعبه، فلو سمح للناس في البلاد العربية بالاقتراب من المطارات ساعة عودة الحكام لقتلوهم رجما وأغرقوهم بالبصاق، فمن من هؤلاء يجرؤ على الاقتراب من شعبه؟.