صنع الوزير الأول التركي طيب رجب أردوغان نهاية الأسبوع الحدث في منتدى دافوس الاقتصادي عندما رفض منطق التسلط الإسرائيلي الذي دافع عنه رئيس إدارة الاحتلال شمعون بيريز الذي استغل أشغال المنتدى للدفاع عن مذبحة غزة ومحاولة تبرير ما لايبرر في الأديان السماوية وفي كل التشريعات الوضعية العالمية. ولم يشأ أردوغان مواصلة جلسة حوار شارك فيها رفقة الأمين العام الأممي بان كي مون والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى ورئيس الكيان الإسرائيلي شمعون بيريز احتجاجا على منعه الرد على هذا الأخير الذي حضر إلى دافوس بمهمة تبرير جريمة نازية صهيونية ضد اطفال رضع ونساء حوامل في قطاع غزة. ولم يتمالك المسؤول التركي وهو يستمع إلى بيريز الذي تهكم على أذقان كل العالم خلال العدوان الإسرائيلي عندما راح يؤكد أنه يحب الفلسطينيين ولا يقبل باغتيال الأطفال في وقت كان فيه العشرات بل المئات يسقطون في كل لحظة وبأبشع الصور. والمفارقة أن دفاع بيريز عن جرائم جنود قوات الاحتلال تم على مسامع الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى وكان الجميع ممن تابعوا الحوار ينتظرون أن يقوم الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى بالتصرف الذي قام به أردوغان. وكان الأجدر بعمرو موسى أن ينسحب رفقة الوزير الأول التركي ليس تضامنا معه ولكن من منطلق انه رفض تزوير حقائق تاريخية لمجزرة لم تجف دماء شهدائها إلى حد الآن الذين سقطوا في أبشع الصور التي فضحت الاحتلال ومنطقه التدميري. كما كان على الأمين العام الأممي بان كي مون أن ينسحب هو الآخر من الجلسة ليس تعاطفا مع الفلسطينيين وأرواح شهدائهم ولا وقوفا ضد إسرائيل ولكن لتأكيد احتجاجاته التي دافع عنها مباشرة بعد المذبحة إثر تدمير مقرات هيئته بالقنابل الفوسفورية ودك مخازنها وقصف موظفيها وجعلته حينها يهدد بمتابعة منفذيها امام محاكم دولية. واستغل رئيس الكيان الإسرائيلي منتدى دافوس الاقتصادي بسويسرا للدفاع عن جريمة ضد الإنسانية وحرب إبادة توفرت فيها كل أدلة الإثبات واحد منفذيها شمعون بيريز نفسه الذي لو كان العالم منصفا لألقي عليه القبض مباشرة وإحالته على محكمة الجنايات الدولية كمجرم حرب. ومادام العالم لم يصل بعد إلى مرحلة تطبيق القانون الدولي بحذافيره على مجرمي الحرب في إسرائيل كما فعل مع مجرمي الحرب في رواندا والكونغو الديمقراطية أو في صربيا والبوسنة فإن تصرف أردوغان كان بمثابة أضعف الإيمان.