بغض النظر عن مضمون المداخلات أو المسائل التي تطرق إليها المشاركون في اليوم البرلماني حول المصالحة الوطنية وصلت الرسالة كاملة إلى القوى السياسية المعارضة للخيار السلمي أو تلك التي تشكك في ايجابيات هذا المسلك الذي سلكته البلاد منذ سنة 2000. لقد كان من الضروري تنظيم هذا اللقاء والمطالبة من أحزاب التحالف هو أن تخصص أياما برلمانية أخرى لكل الملفات السياسية أو الاقتصادية الهامة حتى يتجلى الفرق الذي يرفض البعض أن يراه بين ما كانت عليه البلاد في السابق، أي قبل 99 وبين ما هي عليه الآن• لا نزعم بأن البلد قد تحول إلى جنة، ولن ندعي بطبيعة الحال بأن بوتفليقة جاء بخاتم سليمان وبمفاتيح المشاكل، فانحلت بفضله كل أزمات البلاد دفعة واحدة، لكن من حقنا أن نزعم ومعنا الكثير من الجزائريين بأن ما تحقق خلال عهدة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة كان إلى الأمس القريب عبارة عن حلم يراود جل المواطنين الذين ضاقوا الأمرين بفعل الأزمات الكثيرة التي كانت تحيط بالبلاد من كل جانب• وإذا كان العدل والإنصاف يقتضيان بأن نثني على دور الجيش وأسلاك الأمن والمواطنين في انجاح المصالحة الوطنية، فمن الانصاف أيضا أن لا نبخس الناس أشياءهم ونقر بأن المصالحة يعود الفضل فيها لرئيس كانت له الجرأة والشجاعة والالتزام السياسي لكي يواصل في تجسيد المسار السلمي رغم صعوبة المهمة داخليا وحتى خارجيا• وقد تكون المصالحة خير حجة لمواجهة كل الخطابات "التشريعية" التي يحاول أن تصور للناس بأن الجزائر لم تكسب أي شيء في ظل حكم بوتفليقة وحلفائه، فما حققته المصالحة الوطنية، وقبلها قانون الوئام المدني، في ظرف وجيز عجزت عنه سياسة "الكل أمني" ووصفات الاستئصال والفتنة خلال سنوات طويلة ومظلمة• لقد تحدث أمين عام الأفلان عبد العزيز بلخادم عن 6 آلاف قطعة سلاح تم استرجاعها منذ 2005 وهذا بفضل تطبيق ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، وقال وزير العدل الطيب بلعيز أن سياسة العفو ساهمت في ارساء الأمن، وما على الجاحدين إلا أن يعرضوا انجازات الاستئصال، وهل للإستئصال انجازات غير الموت والدمار الذي وصل سنوات التسعينات حدا لا يطاق؟ • الذين حاولوا ممارسة الوشاية ببلدهم خلال رحلة استجداء أمريكا وأوربا زعموا بأن المصالحة"غولت" الإرهاب فانتقل من الإطار الوطني إلى كامل شمال افريقيا، ونسوا، أو بالأحرى تناسوا تلك الأيام الحالكات التي كادت فيها البلاد أن تتهاوى أمام الإرهاب• والمؤكد أن كل ملف من الملفات يفتح، من المصالحة إلى التنمية مرورا بالدبلوماسية سوف يحمل ادانة صريحة لدعاة المقاطعة وبالأخص أولئك الجاحدين الذين حولوا الرئاسيات إلى معركة لتصفية حساباتهم مع الخط الوطني•