أمام التطور الكبير للمواد التجميلية وتنوع الماركات التجارية العالمية ،لا تزال المواد الطبيعية ذات الخلاصة العشبية تفرض نفسها في عالم الجمال والاهتمام بالبشرة والشعر ،فالعسل ،النعناع ،البيض ، الغاسول والزيوت المختلفة كلها مواد استعملتها جداتنا قديما لكنها لا تزال تصنع بريقها في مجتمع يوصف بالصناعي ،لا لشيء سوى لأنها طبيعية محضة ولأنها كما يقال غالبا 'إن لم تنفع فهي لا تضر'. تميل بعض النساء الى شراء أشهر العلامات التجارية الخاصة بالمستحضرات التجميلية ،على تعددها واختلاف أصنافها خاصة إذا ما تناولتها حملات الترويج الكبيرة عبر مختلف الوسائل الإعلامية من أجل إثبات فعاليتها وزيادة حجم مبيعاتها أولا، ثم إرضاء لأذواق وطموحات المستهلك الذي لم يعد يقتصر على الجنس اللطيف فحتى الجنس الخشن أصبح تستهويه هذه الأمور ليشبع فضوله في مجال الاهتمام بالجمال والبحث دائما عن الأفضل والأحدث، بمقابل ذلك تتوجه فئة أخرى الى كل ما هو تقليدي وله علاقة بالطبيعة اقتداءً بالسلف وتجنبا لمضاعفات قد تسببها لهم المواد الكيميائية المعروفة بتفاعلاتها. وتدافع النساء اللائي يفضلن أرقى العلامات التجارية خاصة منهن الوفّيات للماركات المعروفة عن اختيارهن لهذا النوع الباهظ الثمن عادة بقولهن أن مثل هذه المواد تخضع للاختبارات والتجريب على عينات محددة قبل إطلاقها قي الأسواق،حيث يعتقدن أن كل ما هو وليد المخابر مدروس علميا لذلك فهن يفضلن المستحضرات المعروفة رغم ارتفاع أسعارها، ويبتعدن قدر الإمكان عن شقيقاتها من العلامات غير المعروفة حتى وان كان ذلك على حساب جيوبهن،ولا تحبذ هذه الفئة من النساء المستحضرات ذات الخلاصة الطبيعية لأنهن لا يعرفن بالضبط كيف تستخلص وما مدى فعاليتها والأضرار التي تنجر عنها وحسب رأيهن لا يوجد ما هو طبيعي 100% فالغش محتمل في جميع الأحوال لأن الهدف الوحيد هو الربح السريع، في حين أن المستحضرات الكيميائية كلها تحمل وصفات إرشادية لكيفية الاستعمال والاحتياطات الواجب إتباعها لتفادي ا لمضاعفات، الحديث هنا طبعا عن المواد التي تباع في الأماكن المخصصة لذلك وليس عن تلك المقلدة أو التي تباع بطريقة عشوائية والتي معظمها منتهية الصلاحية . من جهة أخرى من يتجنبن شراء المستحضرات الكيميائية لا لشئ سوى لأنه يدخل في تركيبها مواد كيميائية مختلفة،تشكل حسب رأيهن خطرا كبيرا على الصحة خاصة منها تلك التي تستخرج من النفط مثل الماسكارا التي تسبب تهيج العيون وغيرها التي تحتوي على مواد ذهنية تعتبر بيئة مناسبة لتكاثر العوامل الممرضة وقد تحتوي أيضا على مواد صبغية و ملونة ذات التأثير السلبي على الجسم ، هذا فضلا عن تلك التي يدخل في تركيبها عناصر معدنية ثقيلة كالرصاص الذي يؤثر حسب الأخصائيين على الجهاز العصبي أو الزئبق الذي يسبب التسمم . ولإعطاء الموضوع حقه تقربت 'صوت الأحرار ' من بعض المهتمات بالمستحضرات التجميلية وينفقن نصيبا من رواتبهن على جمالهن . ليلى 31 سنة تقول أنها أول ما بدأت تستعمل المواد التجميلية استعملت الطبيعية منها مثل الزيوت ذات الخلاصات النباتية أو البيض والكحل الطبيعي خاصة وأن أمها لم تكن تسمح لها بشراء أي نوع من المواد الكيميائية وبما أنها لم تكن تعمل اكتفت بالطبيعية، إلا أنها وبعد أن توظفت بدأت تشتري شيئا فشيئا مختلف الكريمات والزيوت الخاصة بالعناية بالبشرة والشعر على اختلاف أنواعها ،لكنها كما تضيف لم تلاحظ أي إضافات تذكر فقررت العودة مجددا الى المواد الطبيعية وأصبحت تقصد المحلات التي تبيع المستحضرات التجميلية الطبيعية وان لم تشتريها جاهزة فهي تقوم بتحضير مختلف الوصفات الطبيعية في المنزل والتي كما تقول يدخل في تركيبها بالدرجة الأولى العسل هذا الأخير الذي حسب رأيها لا تعوضه أرقى العلامات وأشهرها وتنهي حديثها قائلة أن المواد الطبيعية إن لم تنفع فهي لا تضر . وتقف غنية ذات ال 47 سنة موقفا مغايرا حيث تقول أنها بدأت استعمال المستحضرات التجميلية منذ زمن وذكرت لنا علامة تجارية تعد وفية لها خاصة وأنها تشكيلة كاملة تحتوي كريمات مختلفة الاستعمال وزيوت عدة وحتى شامبوهات .....الخ إضافة الى مساحيق التجميل،وعن سبب تفضيلها للمستحضرات الكيميائية أجابت أن هذا النوع من المواد يخضع للمراقبة ويمر قبل عرضه في الأسواق على مخابر الجودة والنوعية وتضيف أنها لا يمكن أن تجعل من نفسها حقل تجارب،لأنها ليست ممن يستهويهن تغيير الماركات بين يوم وآخر. ياسين شاب مقبل على الثلاثين من العمر يروي لنا حكايته مع العسل وزيت الحبة السوداء وغيرها حيث يقول أنه كان يعاني من مشكل حب الشباب الذي اضطره الى زيارة عدة أطباء، لكن رغم الأدوية التي تناولها والكريمات التي استعملها بقي الوضع على حاله فنصحه أحد الأقرباء باستعمال العسل وأشياء أخرى التي حسب رأيه أعطت نتائج أفضل، وهو الى يومنا هذا يداوم على استعمالها دون تردد أو كلل، لأن الأمر سهل فالعملية لا تكلف سوى بضع دقائق حسب رأيه هذه أمثلة عن المهتمات والمهتمين بعالم الجمال أما أصحاب محلات بيع مثل هذه المواد التجميلية الطبيعية فيقول أحمد صاحب محل لبيع الزيوت الطبيعية ب ساحة الشهداء أن أول ما بدأ عمله فتح محلا لبيع المواد شبه الصيدلانية، ومع مرور الوقت لاحظ أن زبائنه يطلبون أشياء لا يعرف عنها شيئا ولا لماذا تستعمل، فبدأ يستفسر عنها لدى قريباته وعند التجار المختصين في بيع هذه المواد وأصبح يقتني بعض المواد بناءً على طلبات زبوناته لأن أغلبهن من النساء، وهكذا تحول محله من بيع المواد شبه الصيدلانية الى محل لبيع الأعشاب والمستحضرات ذات الخلاصة الطبيعية والعشبية ،ويضيف أحمد أن حجم الإقبال على هذه المواد معتبر جدًا مقارنة بما كانت عليه في السنوات الماضية.