كشفت المديرية العامة للغابات، أمس، عن انه سيتم قريبا إنشاء شبكة وطنية لملاحظين مختصين في علم الطيور مكلفة بإحصاء ومتابعة عالم الطيور في المناطق الرطبة بالجزائر، حيث ينتظر عرض المقرر الوزاري لإنشائها خلال الأسبوع المقبل على الحكومة للمصادقة عليه، وذلك بهدف تعزيز حماية الثروة الحيوانية التي تمثلها الطيور على المستويين الوطني والدولي. وفي حديث خصت به وكالة الأنباء الوطنية، أكدت نائبة مدير الحظيرات الوطنية والتشكيلات النباتية الطبيعية في المديرية العامة للغابات غنية بساح، أن الشبكة التي سيتم عرض المقرر الوزاري لإنشائها خلال الأسبوع المقبل على الحكومة للمصادقة عليه، تهدف أساسا الى تعزيز حماية الثروة الحيوانية التي تمثلها الطيور على المستوى الوطني والدولي من خلال إنشاء جهاز ملاحظة ومتابعة، مشيرة إلى أنه وبالنظر إلى الأهمية الوطنية والدولية للمناطق الرطبة بالجزائر والعدد المتزايد للطيور التي تعشش فيها، يتوجب على الجزائر إنشاء منظمة تقنية وإدارية تتكفل بمتابعة عالم الطيور سواء الطيور المشتية أو المعششة. وفي حديثها عن الشبكة الوطنية المزمع إنشاؤها، أشارت المتحدثة إلى أنها ستضم جامعيين سيساهمون بصفة طوعية، إلى جانب متطوعين من جمعيات حماية الطبيعة، حيث تتمثل مهمة الشبكة في إحصاء وتصنيف في الزمان والمكان لمختلف أنواع الطيور التي تعيش في المناطق الرطب، وكذا جمع ومعالجة المعلومات في هذا المجال، فيما سيتم إصدار نتائج هذه الأبحاث في نشرة وطنية لكي يستفيد اكبر عدد ممكن من الأشخاص على الصعيد الوطني والدولي من هذه المعطيات الهامة، مشيرة إلى أنه يتم في الوقت الحالي إحصاء الطيور المائية في الجزائر من قبل فرق المديرية العامة للغابات بالشراكة مع الهيئة المكلفة بجمع وبث المعلومات على المستوى العالمي اتلاندس انترناشيونال. وعلى صعيد متصل، أكدت نائبة مدير الحظائر الوطنية والتشكيلات النباتية الطبيعية بالمديرية العامة للغابات غنية بساح، عشية الاحتفال باليوم العالمي للمناطق الرطبة، والذي خصصت له الجزائر هذه السنة عنوان "الأحواض الهيدروغرافية وتسييرها" وشعار "من منبعها الى مصبها المناطق الرطبة تربط بعضنا ببعض"، ضرورة التكفل بالمناطق الرطبة بالجزائر وذلك من خلال إشراك كافة القطاعات المعنية لوضح حد لما أسمته ب"التجاوزات الممارسة على مستواها"، في إشارة إلى سلسلة المشاريع والمنشآت التي يتم انجازها بالقرب منها دون دراسة كافة العوامل المتعلقة بالحفاظ عليه، لتعلن بذلك عن التحضير لتنصيب لجنة قطاعية مشتركة لتسيير المناطق الرطبة. وفي هذا الشأن، أشارت المتحدثة إلى أن الجزائر تتوفر على 1451 منطقة رطبة منها 762 طبيعية و689 اصطناعية، موضحة أن هذه اللجنة تضم كلا من قطاع الفلاحة ووزارات الصيد البحري والموارد المائية والبيئة وكذا الصندوق العالمي للطبيعة، خاصة وأن الجزائر تعد 42 موقعا مصنفا في قائمة اتفاقية رامسار للمناطق الرطبة التي وقعت عليها الجزائر سنة 1982 والتي تشكل إطارا للتعاون الدولي في مجال المحافظة على المناطق الرطبة واستعمالها العقلاني، حيث تتربع الجزائر على مساحة تقارب 3 ملايين هكتار. وتجدر الإشارة إلى أنه وفي إطار تطبيق اتفاقية رامسار، قامت الجزائر بعدة أعمال منها عملية تركيب مالي متعدد الأطراف مع برنامج الأممالمتحدة للتنمية والصندوق العالمي للطبيعة، إضافة إلى إطلاق مشروع يتعلق بإعداد مخطط تسيير مركب المناطق الرطبة غرباس-صنهاجة بولاية سكيكدة، كما قامت في نفس الإطار بنشر أربعة سلاسل أطلس حول المناطق الرطبة مصنفة ضمن قائمة رامسار، وبتثمين المناطق الرطبة الجزائرية دوليا مما أفضى إلى استحداث عدة مشاريع وطنية ودولية ضرورية لتسييرها العقلاني، إضافة إلى ذلك قامت الجزائر في إطار تطبيق الاتفاقية بإعادة الاعتبار للمناطق الرطبة على غرار بحيرة الرغاية بالجزائر العاصمة التي ستحتضن هذه السنة فعاليات الاحتفال بهذا اليوم العالمي، فيما يجري حاليا إنجاز دراسة لإعداد مشاريع جوارية للتنمية الريفية المدمجة والموافقة عليها، وذلك لصالح البلديات الواقعة بالقرب من المناطق الرطبة المصنفة ضمن قائمة رامسار ذات الأهمية الدولية