صورة من الارشيف كشف مصطفى آيت إيدير أحد الجزائريين الثلاثة المفرج عنهم مؤخرا من معتقل غوانتنامو أمس، بأن وزير خارجية البوسنة سفان ألكالاي جاء إلى الجزائر خصيصا من أجل تسوية ملفات هؤلاء المعتقلين السابقين، وتمكينهم من استصدار وثائقهم بغرض دخول التراب الوطني وزيارة أهلهم وذويهم. * وقال المعتقل السابق بقاعدة غوانتنامو في تصريح "للشروق اليومي" بأن الجزائريين الثلاثة المفرج عنهم مؤخرا، يتصلون باستمرار بالقنصيلة الجزائرية في البوسنة التي تطلع يوميا على أوضاعهم وأخبارهم، وقد تم إعلامهم مسبقا بالزيارة التي قام بها وزير خارجية البوسنة للجزائر أول أمس والتقى خلالها نظيره مراد مدلسي، بغرض تذليل الصعوبات التي قد تواجههم حين يقررون العودة إلى الوطن من أجل زيارة أهاليهم. * ونفى مصطفى آيت إيدير تعرضه لأي مضايقات أو تجاوزات بعد عودته إلى البوسنة، حيث يقيم هناك رفقة زوجته البوسنية واثنين من أبنائه، "بل بالعكس تلقينا كافة الترحيب، وأنا الآن بصدد استخراج الوثائق التي تمكنني من إعداد جواز سفر جديد، من أجل الدخول إلى الجزائر". * ويؤكد آيت إيدير بأنه واجه في البداية بعض الصعوبات حين حاول الاندماج مجددا في الحياة الاجتماعية، خصوصا وأنه كان يشتغل قبل ترحيله إلى قاعدة غوانتنامو في مجال الحواسيب والإعلام الآلي، غير أن انقطاعه لمدة قاربت 7 سنوات عن هذا العالم جعله يفقد كثيرا من مهارته، فضلا عن التقدم التكنولوجي الهائل الذي أحرزه هذا الميدان خلال تلك الفترة، وهو ما يتطلب إعادة رسكلة. * وقد استقبلت البوسنة منذ حوالي شهرين ثلاثة معتقلين جزائريين سابقين في غوانتنامو اتهموا بمحاولة تفجير السفارتين البريطانية والأمريكية في البوسنة، ويتعلق الأمر بكل من مصطفى آيت إيدير ومحمد نشلة والحاج بوضلعة، في حين أنها ترفض استقبال ثلاثة جزائريين آخرين ما يزالون محتجزين بالقاعدة الكوبية، ومن المزمع أن يتم الإفراج عنهم قريبا، بحجة أنهم لا يحملون الجنسية البوسنية عكس الباقين. * وبحسب مصادر موثوقة فإن هيئة دفاع الجزائريين الثلاثة تسعى جاهدة من أجل تمكين هؤلاء من الإقامة بفرنسا التي قبلت مبدئيا استقبالهم، خصوصا وأنهم تحصلوا على البراءة من كل التهم التي نسبت إليهم. * ويرى وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي بأن وضعية جزائريي البوسنة المفرج عنهم من معتقل غوانتنامو ينبغي دراستها حالة بحالة، قائلا : "إنهم جزائريون متزوجون من نساء بوسنيات ولديهم أبناء، وهم الآن متواجدون في بلدهم الثاني البوسنة والهرسك، وإذا رغبوا في العودة إلى الجزائر يوما ما فسيحضون بالترحاب". * ولم يشأ مدلسي تقديم إضافات أخرى حول هذا الملف، نافيا إجراء مفاوضات مع نظيره البوسني بشأنه، مكتفيا بالإشارة إلى تبادل معلومات حول الموضوع، في حين أكد سافان ألكالاي وزير خارجية البوسنة بأن وضعية الجزائريين الثلاثة المتواجدين إلى غاية اليوم بغوانتنامو سيتم تسويتها حالة بحالة.