لجأ عمال شركة "جيكو" للبناء البالغ عددهم أكثر من 450 عاملا صبيحة أمس إلى الاعتصام هذه المرة أمام مقر دار النقابة عبد الحق بن حمودة بولاية قسنطينة بعدما فشلت مساعيهم السابقة التي قاموا بها أمام المؤسسة احتجاجا على عدم تلقيهم رواتبهم الشهرية للأشهر الخمسة الماضية، قوبلت بتدخل عناصر الأمن الذي تمكن من تهدئة الوضع وفتح الطريق، و هدد العمال بالخروج الى الشارع إذا ما لم تلتزم الإدارة بحل مشاكل العمال و تجديد عقودهم المهنية وكانت مؤسسة جيكو الكائن مقرها بالمنطقة الصناعية بالما قسنطينة قد تعرضت لكثير من المشاكل أودت بها الى الإفلاس و الغلق منذ 27 ديسمبر2007، وبقي العمال يعملون بشكل فوضوي بعيدا عن الأطر القانونية، بعد ما قامت المؤسسة بتسريح بعض العمال المتعاقدين، وبدأ عددهم يتضاءل شيئا فشيئا إلى أن بقي منهم سوى 450 عاملا انتهت مدة صلاحية عقودهم المهنية في 31 جانفي 2009 ، و هم اليوم يعملون بعيدين عن الحماية القانونية و يواجهون مصيرا مجهولا، ما زاد من تأزم الوضع هو أن العمال لم يتلقوا رواتبهم الشهرية منذ أكثر من 05 أشهر، ورغم أن المؤسسة تملك ما قيمته 03 مليار سنتيم هي عائدات أجهزة الشركة التي قامت ببيعها عن طريق المزاد العلني لأحد المقاولين لكن هذه الأخيرة لم تتكفل بدفع رواتب عمالها إلى اليوم.. الوضع الحالي للعمال يزيد سوءًا و تأزما يوما بعد يوم أمام الظروف المعيشية الصعبة التي تواجهها عائلات هؤلاء العمال، وصرح لنا العمال المعتصمون أمام مقر دار النقابة أن بعضهم لا يملك حتى سعر كيس حليب لإسكات أطفاله من ألم الجوع، وآخرون هم اليوم يعيشون تحت وطأة الظلام كون مؤسسة سونلغاز قطعت عنهم الكهرباء والغاز بسبب عدم تسديد فواتيرهم في آجالها المحددة، رغم الشكاوي التي رفعها العمال على مستوى نقابة سيدي السعيد في عهدة الأمين الولائي السابق و إلى السلطات المحلية وعلى رأسها والي قسنطينة الحالي، و كانت هناك لقاءات مع مفتشية العمل من أجل إيجاد حلول لمشاكلهم ودفع رواتبهم المتأخرة، إلا أن الأذان لم تكن صاغية ولم تجد صرخاتهم أي صدى أمام الجهة المسؤولة. مفتشية العمل من جهتها استدعت العمال بتاريخ 04 فيفري الجاري من أجل التفاوض معهم وتقديم لهم الحلول الناجعة، لكن دون الوصول إلى أي نتيجة، علما أن العمال اليوم يعملون بدون عقود، و هو ما زاد من تخوفهم سيما بعدما تعرضوا للعديد من الحوادث المهنية وبعضهم توفوا دون تعويض عائلاتهم كذلك تأخر في تسليم منحهم العائلية، الأمر الذي زاد من تذمر العمال هو صمت الوزارة الوصية و النقابة المعنية عن هكذا أوضاع، مهددين بالخروج إلى الشارع إذا ما لم تلتزم الإدارة بحل مشاكل العمال و دفع رواتبهم الشهرية و كذا تجديد عقودهم المهنية خاصة و الأغلبية منهم لهم أقدمية في العمل بالمؤسسة و هم على أبواب التقاعد.. وتطرق بوجمعة رحمة الأمين الولائي لنقابة سيدي السعيد الذي نصب حديثا على رأس النقابة المركزية بولاية قسنطينة إلى المشاكل التي تعيشها المؤسسة أمام الديون التي ما تزال على عاتقها و المقدرة بمبلغ 30 مليار سنتيم تعود إلى (التامين، الضرائب و صفقات عمومية لم تعمل المؤسسة على تسديدها إلى يومنا هذا) ، وهي حسبه اليوم في وضع خطير للغاية وتعرف متاعب عديدة خاصة و كل أملاكها مرهونة بسبب الديون التي عليها وهذا راجع كما أضاف إلى سوء التسيير والتسيب، مؤكدا على الاتصالات الحثيثة التي تباشرها النقابة مع الأطراف المسؤولة وعلى رأسها المدير العام لمؤسسة جيكو، ليضيف أنه سيتم تسديد رواتب العمال المتأخرة في اقرب وقت ممكن، وقد قامت المؤسسة ببيع إحدى قطع من أراضيها المتواجدة بحي فيلالي بمبلغ يفوق 11 مليار سنتيم بحضور محضر قضائي، على أن يتم اقتطاع من هذا المبلغ وتخصيص جزء كبير منه لدفع رواتب العمال و الباقي لتسديد ديونها. كما كشف المتحدث بأنه تم سحب كل المشاريع التي كانت بحوزة الشركة التي يتواجد ملفها حاليا على طاولة الوزارة الوصية وذلك بهدف اتخاذ القرار الملائم ويتعلق الأمر بتطهير المؤسسة موضوع النزاع، وسيتم النظر في هذه المسألة خلال اللقاء الذي سيجمع بين المركزية النقابية ونقابة المؤسسة بداية من الأسبوع المقبل بالعاصمة لتدارس أوضاع العمال وحل مشاكلهم والنظر غدا ما إن كان سيتم إعادة هيكلتها ومسح الديون المترتبة عليها، أو تصفيتها نهائيا خوصصتها.