حمل الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر إسرائيل المسؤولية عن العدوان الذي شنته على قطاع غزة، والذي دام 23 يوما مؤكدا أن "إسرائيل لو كانت وافقت على فتح المعابر مع قطاع غزة للسماح بدخول الغذاء والدواء واحتياجات السكان لما اندلعت الحرب الأخيرة التي خلفت الآلاف من الضحايا". ودعا كارتر في مقابلة مع صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية نشرتها الجمعة الماضية على موقعها الإليكتروني إلى ضرورة مشاركة حركة "حماس" فى عملية تسوية الصراع العربي-الإسرائيلي، لكنه قال إن التسوية تتطلب مصالحة فلسطينية - فلسطينية . وقال كارتر: "لو وافقت إسرائيل على الرسالة التي نقلتها من خالد مشعل رئيس المكتب السياسى لحركة حماس في شهر أفريل الماضي لما كانت هناك حاجة للهجوم على غزة، ولو فتحوا المعابر ونقلوا الأغذية والمياه والأدوية والوقود للسكان لكان مشعل وجميع قيادة حماس مستمرين في الالتزام بوقف إطلاق نار تام، وللأسف إسرائيل رفضت القيام بذلك". وأضاف "لا يوجد أدنى شك لدي بأن الهدوء سيسود غزة لو حصل سكانها على تمويل بكميات مناسبة وعلى إمكانية الوصول للعالم الخارجي، لكن عندما تسجنون الجماهير الفلسطينية في جميع مخيمات اللاجئين وتمنعوهم من الحصول على الاحتياجات الحياتية الأساسية لاسيما حرية التنقل بين قطاع غزة والضفة والخارج، فإن إسرائيل تعمل على تعزيز الكراهية التي تتحول إلى عنف". وردا على سؤال لماذا تصرفت إسرائيل بهذا الشكل؟، قال كارتر: "للحقيقة لا أعرف .. ربما تريد إسرائيل معاقبة سكان غزة من أجل أن يقلبوا ظهر المحن سياسيا لحماس .. ويشكل هذا تكرارا للخطأ الذي ارتكب في لبنان، إذ أصبح حزب الله يتمتع الآن بمكانة منظمة سياسية هامة لم يكن يتمتع بها حتى حرب تموز عام 2006". وعما إذا كان قد تناول موضوع غزة خلال لقائه مع الرئيس الأميركي باراك أوباما فى ذروة الحرب في القطاع، قال جيمي كارتر: "بالتأكيد تحدثنا عن ذلك مطولا واقترحت عليه تعيين مبعوث يعرض موقفا متوازنا وحياديا ويدفع بنا إلى تسوية سلمية.. وأنا راض عن الشخص الذي اختاره، إذ أن جورج ميتشل هو الأمريكي الأكثر ملائمة لهذه المهمة، ومن الممكن ومن خلال دعم معتدل من البيت الأبيض وتدخل أمريكي معين في المفاوضات إحراز تقدم". وعما إذا كان قد استشف من مشعل خلال لقائه مؤخرا به قرب احتمال الافراج عن الجندى الإسرائيلى الأسير فى غزة جلعاد شاليط، قال جيمي كارتر: "قال لي زعماء حماس في دمشق إنه حي ويتمتع بصحة جيدة، واستجابوا في ابريل لطلبي بنقل رسالة كتبها إلى أهله من أجل أن يعرفوا أنه بحالة جيدة". وعما إذا كان يعتقد أنه يجب على إسرائيل الحديث مباشرة مع "حماس" قال: "هذه مسيرة يجب أن تتم خطوة بعد خطوة ، الخطوة الأولى على طريق سلام شامل يجب أن تكون صلحا بين حركتى فتح وحماس، ويمكن أن يتم ذلك لو اعطينا نحن في الولاياتالمتحدة وإسرائيل موافقة صامتة ودعما معتدلا لذلك".