واصل الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر جولته في منطقة الشرق الاوسط رغم تعرضها لانتقادات من الإدارة الأمريكية و إسرائيل على خلفية عزمه لقاء عدد من المسؤولين في حركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية الذين يستعدون للقائه في القاهرة بعد رفض اسرائيل منحه رخصة للدخول الى غزة. وأثارت جولة كارتر في المنطقة "غضب" كل من الولاياتالمتحدة و اسرائيل الى حد ان هذه الاخيرة رفضت السماح له بدخول قطاع غزة بعد إصراره على لقاء مسؤولين من حماس التي تعتبرها الإدارة الأمريكية "منظمة إرهابية" فيما رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت لقاء كارتر بسبب هذه اللقاءات ويؤكد كارتر أن هذه اللقاءات "ضرورية للتواصل مع جميع الأطراف الفاعلة في المنطقة بهدف إقناعهم بضرورة التزام مسار السلام ونبذ العنف". غير أن هذا الرفض الذى قوبل به الرئيس الامريكي الاسبق الحائز على جائزة نوبل للسلام سنة 2002 لم يثن عزيمته للقاء قادة حركة حماس في القاهرة حيث توجه امس الاربعاء القيادي البارز في حماس محمود الزهار وزير الخارجية الفلسطيني السابق و سعيد صيام وزير الداخلية السابق الى مصر للقاء كارتر بطلب من هذا الاخير. وذكرت مصادر فلسطينية أن الوفد سيوضح لكارتر موقف حركة حماس و الحكومة المقالة من كافة القضايا وخاصة الحصار الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة. وتقدم كارتر الثلاثاء بطلب للحكومة المصرية بهدف تمكينه من اللقاء على الأراضي المصرية مع رئيس الحكومة المقالة إسماعيل هنية وعدد من قادة حماس وذلك بعد أن منعته إسرائيل من عقده في غزة. و يأتي اللقاء المرتقب بين الرئيس الأمريكي الأسبق والمسؤولين البارزين من حماس بعد أن كان قد التقى أمس الدكتور ناصر الشاعر الذي يعتبر من القيادات "المعتدلة" في حماس في رام الله و قبيل لقاء مرتقب نهاية الأسبوع مع رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل. و كان كارتر قد أكد أول أمس "ضرورة إشراك كل من حركة حماس و سوريا في العملية السياسية" و اكد أنه "يصر على عقد اللقاء حتى يسمع مباشرة من حركة حماس و يسمعها وانتقد كارتر موقف الادارة الامريكية قائلا إنه " يتعين عليها عدم استبعاد حماس و سوريا من العملية السياسية في الشرق الأوسط". وعلى هامش زيارته الى رام الله انتقد الرئيس الأمريكي الأسبق إسرائيل لزيادة توسيع المستوطنات وعدم تفكيك أيا من الحواجز العسكرية و عدم الوفاء بالالتزامات التي تعهدت بها في مؤتمر أنابوليس للسلام الذى عقد يوم 27 نوفمبر. ووضع كارتر الذي لفت إلى أنه يقوم بهذه الزيارة بصفة شخصية و ليست رسمية إكليلا من الزهور على ضريح الرئيس الفلسطيني الراحل ياسرعرفات ووقف دقيقة صمت على روحه في موقف بدا مناقضا لما قام به الرئيس الأمريكي الحالي جورج بوش الذي رفض زيارة الضريح خلال زيارته الأخيرة للمنطقة.