قضت محمكة الجنايات بتيارت مؤخرا ببراءة المتهمتين (ش،ص)،خطيبة الضحية ووالدتها و(م،ف،ز) في قضية تتعلق بالقتل العمدي مع سبق الاصرار والترصد وتعود وقائع هذه القضية إلى ليلة 25/05/2008 في حدود منتصف الليل أين تلقت مصالح الشرطة بأمن دائرة ثنية الحد ولاية تيسمسيلت مكالمة هاتفية من مصلحة الاستعجالات من مستشفى ثنية الحد، مفادها استقبال شخص مصاب بجروح وأنه توفي، وعلى الفور انتقلت مصالح الأمن إلى عين المكان أين تبين أن الأمر يتعلق بالمرحوم (أ•م) الذي تم إدخاله الى المستشفى على متن سيارة من طرف صديقه (ز،ر) والقاصر (ش،و) واللذان صرحا بأنهما تلقيا مكالمة هاتفية من المرحوم من أجل نقله للمستشفى وكونه أصاب نفسه بجروح على مستوى ذراعه عندما كان بغرفة تتواجد بمستودعه الكائن بحي "المسلمين" بثنية الحد ولدى معاينة المستودع المذكور تبين أنه ورشة للاشغال الميكانيكية وتوجد به غرفة مجهزة تحتوي على بعض الأثاث كما تظهر عليه الفوضى بسبب الأوساخ المتراكمة وكذا قارورات الخمر التي كانت احداها مكسرة كما تمت معاينة وجود بعض الدماء تملأ أرضية الغرفة و العثور على آلة تصوير ذات الاستعمال الواحد مرمية وسط الغرفة والانارة مشتعلة وبناء على ذلك تم فتح تحقيق ابتدائي في القضية وعند سماع المدعو (ز،ر) صرح أمام الضبطية القضائية بأنه بتاريخ الوقائع على الساعة الحادية عشر وعشرة دقائق ليلا تلقى مكالمة هاتفية من طرف المرحوم (أ،م) والذي طلب منه الحضور إليه بمستودعه من أجل نقله الى المستشفى كونه مصاب بجروح وعند انتقاله هناك وجد باب المستودع مغلقا وقام بطرق الباب ففتح له القاصر (ش،ر) وعند دخوله وجد بالغرفة كل من المسماة (ش،ص) برفقة أمها المدعوة (م،ف،ز) والمرحوم (أ،م) وهو جالس على الأريكة ومصاب بجروح على مستوى اليد اليسرى والدم ينزف منه وسرواله ملطخ بالدماء كما أنه كان يتكلم بصفة عادية ولما سأله عن الأمر أخبره بأنه تعرض لجرح بواسطة زجاجة وأنه رفض في بداية الأمر نقله الى المسشتفى وبعدها قام بنقله رفقة المذكورين سالفا الى المستشفى كونه كان في حالة سكر، وفي طريقهم أنزل كل من (م،ف،ز) رفقة ابنتها (ش•ص) أمام منزلهما وعند وصولهم الى المستشفى والى مصلحة الاستعجالات طلب منه ادخاله للمرحاض وعند دخوله سمع صوت سقوطه على الارض فدخل لاخراجه ووضعه على السرير أين كان حينها يتنفس بصعوبة وبعد دقائق خرج اليه الممرض وقال أنه قد فارق الحياة وعند سماع المسماة (م،ف،ز) صرحت أمام الضبطية القضائية بأنها في تلك الليلة وعلى الساعة الحادية عشر وعشر دقائق اتصل المرحوم بابنها (و) وطلبت منه التحدث اليها أين أخبرها بأنه وقع له حادث وطلب منها الانتقال اليه بالمستودع كما اتصل أيضا بصديقه (ز،ر) وأنها توجهت اليه رفقة ابنتها(ص) وابنها (و) وعند دخولهم الى الغرفة بالمستودع وجدا الضحية جالسا على الأريكة ممددا يده اليسرى وهي مجروحة مع وجود بقع الدم على الأرض ولما سألته عن الأمر أخبرها بأنه قام بجرح نفسه بواسطة زجاجة ،مصرحا لها ان لديه بعض المشاكل دون أن يفصح لها عن طبيعتها فطلبت منه التوجه الى المستشفى فرفض ذلك، وبعد لحظات دخل عليهم المدعو (ز،ر) الذي سأله عن الأمر فأخبره بأنه متوتر وقام بتكسير الزجاجة وجرح بها نفسه وعندما قاموا بحمله لنقله الى لمستشفى و كان ساعتها على قيد الحياة كما صرحت بأنه خطيب ابنتها (ص) وعند سماع المسماة (ش،ص) من طرف الضبطية القضائية صرحت في بداية الأمر بنفس تصريحات والدتها (م،ف،ز) وأخيها (ش،و) غير أنه في اليوم الموالي لسماعها فقد اعترفت أنها في ذلك اليوم بينما كانت رفقة خطيبها المرحوم على متن سيارته وكانت آنذاك هي تقود السيارة فطلب منها التوجه الى المستودع إلا أنها رفضت ولكن المرحوم أرغمها على ذلك، فتوجهت وتوقفت أمامه فأنزلها من السيارة وأدخلها بالقوة إلى غرفة المستودع وهناك نشب بينهما شجار ليقوم بضربهاعلى الأرض ثم نزع كل ملابسها فقامت هي بكسر إحدى قاروات الخمر الفارغة وهددته بضرب نفسهاإن اقترب منها، فخرج من السيارة وأحضر آلة التصوير وعندما أغلقت عليه الباب، قام بكسره وعند دخوله قام باسقاطهاعلى الارض وسقط عليها فقامت بعضه فتركها فنهضت وقامت بجرح نفسها على مستوى ذراعها وفخذها في هذه الأثناء قام بتصويرها وبعدها هدأ المرحوم وأخذ يستسمحها، فخرجت لجلب الماء، عند عودتها وجدت المرحوم قد جرح نفسه بزجاج القارورة المكسر، فطلبت منه الاتصال بالحماية المدنية ولكن رفض فقامت هي بالاتصال بوالدتها بواسطة هاتفه النقال كما اتصل هو أيضا بصديقه (ز،ر) أين حضروا كلهم وقاموا بنقله إلى المستشفى على متن سيارته وفي الطريق وبطلب من الضحية نزلت هي ووالدتها وأنها لم تسمع بوفاته إلى مركز الشرطة في تلك الليلة وعند مواجهة خطيبة الضحية بأدلة الإثبات، اعترفت أن قارورات الخمر المكسرة هي التي تسببت في جروحها كماأقرت بأنها هي صاحبة الساعة اليدوية وأنكرت معرفتها بالسيف موضع الحجز وأكدت عدم استعمالها له أولمسه• النائب العام اثناء مرافعته اكد انه يستخلص من أوراق القضية وعناصر التحقيق أن المتهمة (ش،ص) قد ترصدت وانتظرت الضحية الذي كان على متن سيارته وهو في حالة سكر أين قامت هي بتولي قيادة السيارة وأخذت في التجوال بالمدينة، ثم قامت بنقله كعادتهاال المستودع ثم اتصلت بوالدتها المسماة (م،ف،ز) وشقيقها (و) للالتحاق بها بالمستوع ونظرا لحالة السكر التي كان عليها الضحية والمتهمة (ش،ص) نشب بينهم شجار ليقوم المرحوم بضربها واسقاطها على الأرض ثم نزع لها ملابسها وقام بها بالتقاط لها الصور وهي عارية وعندها قامت هي بضربه بواسطة زجاجة مكسرة وعضته على جنبه وصدره، كما وجهت له ضربة بآلة صلبة وحادة على مستوى أسفل ظهره من الجهة اليمنى وقد كانت الضربة هي السبب المباشر في وفاة الضحية وبعد ذلك قامت المتهمة (ش،ص) بالاتصال بوالدتها وأخيها المتهم معها في هذه القضية، وعند حضورالمدعو (ش،و) وجد الضحية على الأريكة وهو متأثر بإصابته فقاموا بنقله إلى المستشفى أين توفي هناك• حيث أن عناصر جناية القتل العمدي للمادة 254 من القانون العقوبات قائمة وثابتة ضدّ المتهمتين (ش،ص) و(م،ف،ز) وهي العنصر المادي المتمثل في توجيه الضربة بواسطة آلة حادة وصلبة على مستوى أسفل ظهر الضحية وبعد المداولات القانونية ،برأت المحكمة المتهمة من تهمة القتل العمدي في حق خطيبها.