أدانت محكمة الجنايات بمجلس قضاء تيارت ، مؤخرا، المتهم (ب. ر) بعشر سنوات سجنا نافذا في قضية تتعلق بالقتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد، وتعود وقائع هذه القضية إلى يوم 29 أفريل 2008، حينما تلقت عناصر المناوبة المركزية بأمن ولاية تيارت مكالمة هاتفية من قسم الاستعجالات بالمستشفى المحلي بتيارت، مفادها استقبال شخص في حالة خطيرة نتيجة تلقيه طعنات خنجر على مستوى الصدر، فانتقلوا على الفور إلى المستشفى وتبين الأمر بأنه يتعلق ب (ب.ر) الذي أجريت له عملية جراحية نظرا لخطورة الإصابة وبقي تحت الرعاية الطبية. وحسب المعلومات المستقاة من عم الضحية المدعو (ب.ع) فإن المجني عليه تعرض لهذا الاعتداء من طرف شقيقه المسمى (ب.ن) فتم البحث عنه لكن بدون نتيجة، وبتاريخ 30 أفريل2008 ، تلقت ذات المصلحة إتصالا من مواطنة مفادها اكتشاف جثة بداخل شقة بحي ترقية السكن العائلي بتيارت، فتم التنقل إلى عين المكان بصحبة الطبيب الشرعي والذي اكتشف أنها تعود للمتهم (ب.ن) الذي كان غارق في دماءه بداخل إحدى غرف المسكن، بعد تلقيه إصابتين على مستوى الجهة اليسرى من الصدر، وثالثة على مستوى حاجب العين اليسرى، وبيده اليمنى خنجر. وبعد معاينة الجثة من طرف الطبيب الشرعي، حدد هذا الأخير الوفاة ب12 ساعة سبقت، وصرحت المسماة (ب.خ) جارة الضحية بأنه في صبيحة يوم 29أفريل2008 وبينما كانت بمنزلها دق عليها (ب.س) والد الضحية الباب، والذي طلب منها أن تجد له ابنه "ن"، مضيفة أنها توجهت إلى منزله أين وجدته جثة هامدة فخرجت مسرعة وهي تصرخ. وصرح المدعو (ب.ع) عم الضحية بأنه ليلة الوقائع كان بمنزله، أين اتصل به (ب.ر) وأخبره بأنه متواجد بمفترق الطرق ( سوناتيبا) وأنه تعرض لطعنة بالخنجر على يد أخيه (ب.ن) وذلك بمنزلهم، فطلب منه الحضور لنقله إلى المستشفى، وهنا توجه رفقة ابنه (ب.ع) وابن أخيه (م.أ) على متن سيارته من نوع إكس براس، حيث وجد إبن أخيه في حالة يرثى لها وهو ينزف دما فقام بنقله، و في الطريق سأله عن الشخص الذي طعنه فأجابه بأنه أخوه (ن)، ولما استفسره عن سبب عدم إخطاره للشرطة، أجابه بأنه خائف وأجريت له عملية جراحية، وكشف عن وجود نزاع بينهما بسبب سكن والدهما وأرض فلاحية مساحتها سبعون هكتارا تقع ببلدية بني شعيب وأن والدهما يعاني من مرض عقلي وهو يعالج دائما. وبتاريخ 21سبتمبر2008 تم استجواب المتهم (ب.ر) بحضور محاميه، والذي تمسك بأقواله التي أدلى بها عند الحضور الأول وأجاب بأنه احتسى الخمر مع صديقه (س) وبقي معه إلى الخامسة مساء، وعلى الساعة الثامنة مساء تناول وجبة العشاء في أحد المطاعم، ثم توجه إلى البيت حيث كان والده ، علما أنه يعيش بمفرده بمزرعة والده ببلدية السبعين، وقد قرر ليلة الوقائع المبيت معه بعد أن علم أن والدته بمدينة الأغواط وبأن شقيقه (ن) عندها، وعند فتحه الباب وجد أخاه (ن) الذي كان يرتدي قميصا بكم طويل، فرد عليه التحية وباغته بضربة بواسطة خنجر على مستوى الصدر من الجهة اليسرى ثم ضربات أخرى على الصدر والبطن، في حين إنقطع التيار الكهربائي فحاول الفرار وهنا لحق به أخيه وطعنه بالخنجر على مستوى الظهر، فما كان منه إلا الفرار قاصدا الشرطة حتى سقط بمفترق الطرق واتصل بعمه الذي نقله إلى المستشفى، نافيا اعتداءه على شقيقه، غير أن الخبرة البيولوجية المنجزة على الحمض النووي للمتهم (ب.ر) و المرحوم (ب.ن) بعد أخذ عينات من دمهما ومطابقتها مع بقع الدم التي كانت في مسرح الجريمة وعلى ثياب المتهم والضحية، كشفت عن وجود مزيج من دمهما على حذاء المتهم.